أعلنت دراسة جديدة أنه يمكن معالجة مرض السكري من النوع الأول، بتقنية جديدة قام العلماء بتطويرها، والهدف منها تقليل الحاجة إلى جرعات الإنسولين اليومية المنتظمة بأكثر من النصف في الحيوانات، ويعمل الفريق الآن على اختبارها على البشر.
وفي حين يرتبط مرض السكري من النوع الثاني بنمط الحياة ويحدث عندما يكون الجسم غير قادر على إنتاج الإنسولين بشكل كاف، وهو الهرمون الذي يزيل السكر في مجرى الدم، فإن النوع الأول من المرض ينجم عن تدمير الجهاز المناعي للخلايا المنتجة للأنسولين في البنكرياس المعروف باسم خلايا الجزر.
ولا يوجد علاج لهذا المرض، حيث يحتاج المريض إلى جرعات متعددة من الأنسولين عن طريق الحقن أو مضخة الإنسولين، كل يوم.
ويحصل بعض المرضى على عملية زرع لخلايا منتجة للأنسولين في الكبد، ما قد يقلل الحاجة إلى الإنسولين تماما.
ومع ذلك، حتى في حالة استخدام العقاقير المضادة للرفض، تتعرض الخلايا للهجوم، وقد أوضحت إحدى التجارب في جامعة كولومبيا البريطانية في فانكوفر أن نصف الخلايا فقدت خلال أيام.
كما يمكن للأدوية المثبطة للمناعة اللازمة للحد من هذه الهجمات، أن تسبب آثارا جانبية، مثل زيادة خطر العدوى والسرطان.
وفي التجربة الجديدة سيتم حقن الخلايا المانحة في غرفة العين الأمامية، وهي المساحة المملوءة بالسوائل بين القزحية (الجزء الملون من العين)، و السطح الداخلي للقرنية في المقدمة.
ووقع اختيار هذه المنطقة من العين نظرا لامتيازها المناعي، ما يعني أنها لا تشن هجوما مناعيا على الأجسام الغريبة، لذا فإن الأمل يكمن في أنه لن تتم مهاجمة الخلايا المزروعة.
والعين هي واحدة من مناطق الجسم ذات الامتياز المناعي، ويعتقد أن هذا يحمي الرؤية من التلف الذي قد يحدث مع التورم والالتهابات المصاحبة للاستجابة المناعية.
وفي التجربة التي أجراها معهد باسكوم بالمر للعيون بالولايات المتحدة الأمريكية، سيحصل 10 مرضى من النوع الأول ممن أصيبوا بالعمى في عين واحدة، على جزر الخلايا التي حصلوا عليها من المتبرعين الموتى، حيث ستتسرب إلى العين من خلال شق صغير في القرنية.
وتستغرق هذه العملية، التي تتم تحت التخدير، نحو 25 دقيقة، ثم سيخضع المرضى للمراقبة لمدة 6 أشهر للتحقق من تأثير العلاج على احتياجاتهم من الإنسولين، وما إذا كانت الأعراض ومستويات السكر في الدم تحسنت.
وأظهرت التجارب على الحيوانات أن هذا الإجراء فعال للغاية، حيث زاد إنتاج الإنسولين الحيواني بعد 3 أشهر، وانخفضت بالتالي الحاجة إلى الإنسولين الخارجي بنسبة 60%، فضلا عن أن البصر لدى هذه الحيوانات لم يتأثر على الإطلاق.