يعبر الأشخاص بإظهار المحبة والعطف عن طريق تقبيل الأطفال، وهذا قد يكون خطراً عندما يتعلق الأمر بنقل بعض الأمراض والعدوى الفيروسية لدى الأطفال والرضع بتقبيلهم من أفواههم، بسبب مناعتهم الضعيفة، إليك قائمة بهذه الأمراض المعدية.
داء كثرة الوحيدات:
تنتقل العدوى من كثرة التقبيل، عن طريق اللعاب، لذا يمكن الإصابة به عبر التقبيل، كما يمكن الإصابة به أيضاً عن طريق نقل الدم. عادةً ما تتشابه الأعراض مع أعراض الإنفلونزا، حيث تشمل الحمى والتهاب الحلق، والتعب، وآلام الرأس والجسم، وتورم الغدد اللمفاوية، والطفح الجلدي. تتطور هذه الأعراض ببطء، وليس من الضروري أن تظهر جميعها مرة واحدة.
لا يوجد لقاح ضد داء كثرة الوحيدات، لكن يمكنك أن تحمي طفلك من الإصابة بالمرض عن طريق الحرص على النظافة العامة والشخصية قدر المستطاع. يمكن ذلك من خلال عدم تقبيل أو مشاركة الشراب أو الطعام مع الأشخاص المصابين بالعدوى، أو وضع الأدوات الشخصية مثل فرشاة الأسنان بالقرب من أدواتهم. أما في حالة الإصابة بالمرض، فلابد من الراحة وشرب الكثير من الماء لتجنب الشعور بالجفاف، وأخذ الأدوية المضادة للألم والحمى. وقد تستمر الأعراض لستة شهور أو أكثر لدى بعضهم.
يوصي الأطباء بأن يتجنب الأطفال المصابين ممارسة الرياضة لمدة شهر على الأقل بعد اختفاء الأعراض، لأنه عادةً ما يتضخم الطحال بشكلٍ مؤقت بسبب المرض. وعند ممارسة الرياضة في هذه الحالة، يمكن أن يتلف الطحال، ويتسبب في حدوث نزيف داخلي وألم في البطن، وقد يتطلب الأمر جراحة طارئة.
فيروس الهربس البسيط:
تصنف فيروسات الهربس البسيط، المعروفة أكثر باسم الهربس، إلى نوعين: نوع الهربس 1، ونوع الهربس 2 ( الهربس التناسلي).
الهربس 1 هو بثور الحمى أو القروح الباردة، وهي الأكثر شيوعاً، حيث ينتقل عن طريق الإفرازات الشفوية، أو القروح على الجلد، أو التقبيل وتبادل الأدوات الشخصية، مثل فرشاة الأسنان أو أدوات تناول الطعام. قد تنتقل عدوى الهربس من شخصٍ لآخر حتى لو لم تكن الأعراض الخاصة به -مثل القروح- ظاهرةً على الشخص المصاب به.
قد تحدث الإصابة بالعدوى نتيجة التوتر الشديد، أو ضعف المناعة، أو التعرض المباشر للشمس لوقتٍ طويل، أو الإرهاق الجسدي والتعب. لا يوجد علاج للهربس، ففي حالة إصابة طفلك به، فإنه يلازمه طوال حياته، لكن بعض العلاجات يمكنها تقليل الأعراض، وتخفف الألم المصاحب لبعضها، وتعجّل من وقت الشفاء. إليك هذه الخطوات لتدارك الأمر سريعاً:
احرص على زيارة الطبيب إذا أُصيب رضيعك بطفحٍ جلدي، أو حمى مصاحبة لظهور القروح الباردة.
تابع الأعراض الظاهرة على طفلك وما يشعر به، وأخبر بها الطبيب بدقة.
تجنب المحفزات التي قد تساعد على انتشار الهربس لدى طفلك، مثل التعرض المباشر للشمس أو التوتر الزائد.
تجنب إعطاء طفلك أي أطعمة حمضية، مثل الليمون والبرتقال والطماطم، حيث تقوم بتحفيز الفيروس.
امنع نشر العدوى من خلال عزل طفلك، ومنع اختلاط أدواته الشخصية مع أدوات طفل آخر. وإذا كان مشاركاً في نشاطٍ رياضي يتضمن ملامسة أطفال آخرين مثل الكاراتيه أو المصارعة؛ عليك منعه من ذلك إلى أن يتم علاجه.
عدوى الفيروس المضخم للخلايا
قد يستهدف طفلك كذلك فيروس المضخم للخلايا، والذي يعد أحد أفراد عائلة الهربس الفيروسية. ينتشر الفيروس عن طريق اللعاب، والدم، والبول. ومثل جميع فيروسات الهربس، يمكن أن يظل الفيروس المضخم للخلايا خامداً في الجسم لفترات طويلة من الزمن، دون أن تظهر أعراض الإصابة به.
تظهر الأعراض عادةً لدى من يعانون من ضعف الجهاز المناعي، وتتشابه كذلك مع الأعراض الشائعة للإنفلونزا، التي تشمل التعب العام، والحمى، وآلام العضلات، وتورم الغدد اللمفاوية. ومع عدم وجود علاج أو تطعيم ضد الفيروس، فالأعراض تتحسن من تلقاء نفسها دون الحاجة إلى علاج في غضون ثلاثة أسابيع. قد يحتاج الرضع أو أصحاب المناعة الضعيفة فقط لتناول أحد الأدوية المضادة للفيروسات بعد استشارة الطبيب المختص.
التهاب السحايا الفيروسي:
يمكن للعديد من أنواع العدوى الفيروسية أو البكتيرية أن تتسبب في الإصابة بالتهاب السحايا الفيروسي. التهاب السحايا الفيروسي هو أكثر أنواع التهاب السحايا شيوعاً، وفيه يحدث التهاب للأغشية المحيطة بالمخ والنخاع الشوكي.
يمكن أن ينتشر هذا المرض من شخصٍ لآخر عبر إفرازات الجهاز التنفسي، وفي الظروف العادية، يتمكن أغلب الناس من التحسن بدون تناول عقاقير طبية، عند ظهور أعراض المرض على طفلك، والتي تتنوع ما بين الحمى والصداع الشديد والهذيان والغثيان والقيء، وربما حدوث بعض التشنجات، لابد إذاً من زيارة الطبيب المختص لتشخيص الإصابة بالمرض من عدمها. يمكن للطبيب تحديد نوع الالتهاب، وبناءً عليه يتم تحديد العلاج المناسب إن تطلب الأمر.
قد تكون بعض حالات الإصابة بالتهاب السحايا خطيرة، خصوصاً الأطفال الرضّع البالغ عمرهم أقل من شهرٍ واحد، ولمن يعانون من ضعف الجهاز المناعي. لذا يجب الانتباه للأعراض وسرعة استشارة الطبيب لفعل اللازم، وليس بالضرورة انتظار ظهور طفح جلدي كعرضٍ أساسي، فكثير من حالات الإصابة لا يظهر لديها طفح جلدي.
شلل الأطفال:
شلل الأطفال مرض فيروسي شديد العدوى يصيب الأطفال في المقام الأول، ومن هنا جاءت التسمية. يعيش الفيروس في حلق وأمعاء الشخص المصاب به. يمكن للفيروس أن ينتشر من خلال ملامسة الفم أو الطعام والماء للشخص المصاب، وأحياناً من إفرازات العطس أو المخاط. يهاجم الفيروس الجهاز العصبي والنخاع الشوكي متسبباً في حدوث الشلل.
تشمل الأعراض الحمى وآلام الأطراف، التعب والصداع وتصلب في الرقبة. وعلى الرغم أنه لا يوجد علاج للشلل، فإنه من الأمراض الممكن تحجيمها والوقاية منها عن طريق التطعيم واللقاحات، التي تحمي الأطفال من خلال إعداد أجسامهم لمكافحة الفيروس.
الحصبة الألمانية:
الروبيلا المعروفة أيضاً باسم الحصبة الألمانية، هي مرض معدٍ ناتج عن فيروس ينتقل من الشخص المصاب عن طريق العطس أو السعال. يصيب الأطفال والشباب في معظم الأحيان.
تظهر الأعراض التي تشمل الحمى والطفح الجلدي لدى نصف الأشخاص المصابين تقريباً، وعادة ما تستمر من يوم إلى 3 أيام. لا يوجد علاج محدد للحصبة الألمانية، لكن يمكن الوقاية منها عن طريق التطعيم. عدوى الحصبة الألمانية لدى النساء الحوامل هي السبب الرئيسي في حدوث «متلازمة الحصبة الألمانية الخلقية»، والتي تسبب تشوهات خلقية لدى الأجنة، وقد تؤدي إلى وفاة الجنين.
الإنفلونزا:
الإنفلونزا مرض موسمي، وهي العدوى الأسرع انتشاراً بين صفوف الأطفال في المدارس. فلا يحتاج الأمر إلى تقبيل شخص آخر لكي تنقل له الإنفلونزا، حيث يمكنها الانتقال من شخصٍ إلى آخر على بعد أمتار عند السعال أو العطس أو التحدّث. يمكن للناس أن يصيبوا الآخرين بفيروس الإنفلونزا قبل يومٍ واحد من ظهور الأعراض عليهم، وحتى 7 أيام بعد إصابتهم.
تشمل أعراض الإنفلونزا؛ الحمى، السعال، التهاب الحلق، آلام الجسم والتعب. يتعافى معظم الناس من تلقاء أنفسهم في أقل من أسبوعين. وعلى الرغم من أن لقاح الإنفلونزا السنوي ليس فعالًا بنسبة 100%، فإنه ما يزال أفضل طريقة للوقاية منها حتى الآن.
لذا لا تشعروا بالإحراج إن طلبتم من الآخرين عدم تقبيل أطفالكم، خاصةً في شهورهم الأولى تجنباً لإصابتهم بهذه الأمراض، واحذروا أن تنقلوها إلى أطفالكم من خلال تواصلكم معهم عن قرب. كذلك، نظافة المنزل والنظافة الشخصية لك ولأطفالك هي المفتاح السحري لتجنب الإصابة بالأمراض المعدية.