شهد قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية مساء اليوم، استضافة فعاليات اليوم الثاني من أسبوع الصلاة من أجل الوحدة خلال اجتماعه الأسبوعي بكنيسة السيدة العذراء مريم والأنبا رويس بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية.
وقال قداسة البابا تواضروس الثاني في كلمته : "أنا سعيد باستضافة هذا اليوم، يوم من أسبوع الصلاة من أجل الوحدة التي تجمعنا، سعيد بمشاركة كل الأحباء وأن نشترك في رفع قلوبنا إلي الله من أجل أن يعمل فيها، الأصل في الحياة والمسيحية أنها مسيحية واحدة ولكن بسبب الذات والخطية اضطربت الرؤي والأفكار وابتدأت الانشقاقات والتحزبات وعام 451 هو تاريخ الانشقاق".
وتابع: "وعندما دخلت الخطية والذات والأفكار الضيقة وأفكار عدم قبول الآخر انتشر ما نسميه الانقسام واليوم تشاركنا الكنيسة الإثيوبية والأرمنية والسريانية وهذا بمثابة أمل أن يكون الجميع واحدًا بحسب اشتياق قلب الله".
وأضاف"في هذه الليلة استمعنا لعدة تأملات تدور حول الاستنارة، والاستنارة هي كلمة غالية وليس كل أحد يملك الاستنارة وأريد أن اتكلم عن رحلة النور، والنور هو أول عمل قام به الله، فالله فصل بين النور والظلمة والنور له أنواع:
= النور الطبيعي مثل الشمس و القمر والنجوم
= النور الصناعي مثل الشمع واللمبات
= النور الحقيقي وهو ربنا يسوع وهو قال "أنا هو نور العالم" ولم يجرؤ أحد أن يقول علي نفسه هذا إلا الله، والله أعطانا إمتياز عندما قال "أنتم نور العالم" فشخص المسيح هو النور الحقيقي وهو إله النور وليس فيه ظلمة، ونقول في تسبحة يوم الاثنين "الله هو نور وساكن في النور" فهو واهب النور لعيون قلوبنا، وداود النبي يقول "الرب نوري وخلاصي ممن أخاف"، هذا شرح وتعريف الاستنارة هي أن تري بعيني قلبك بنور المسيح.
وتابع: "المسيح نور العالم لأنه ينير ظلمة الفكر وانتبهوا لهذا نجد المعاني بدقة في مزمور 18 "أنت تضئ سراجي الرب إلهي ينير ظلمتي"، القديس يوحنا ذهبي الفم يقول "أي مصباح بلا نور وأي مسيحي بلا حب"، وهو هنا يربط بين النور والحب فإذا كان الحب ضعيف أو غائب فأنت بعيد عن النور".
وأضاف: "المسيح ينير ظلمتي ويهدي طريقي بمعني السلوكيات التي تعبر أن في قلبك نور وحب ولكن ما في داخل الإنسان لا يراه إلا الله وسينفتح قلب كل إنسان أمام الله ووقتها سينكشف كل شئ، ماذا يوجد في قلبك في داخلك حتي وإن كان ظاهرك جيدًا المهم باطنك وقالبك".
ونوه: "سراج لرجلي كلامك ونور لسبيلي" كلمة سراج تعني أنك تمشي بالوصية والله جعل في العالم مسيحيين في كل مكان ليكونوا ينابيع المحبة لكل من حولهم. الحياة الإنسانية كما نراها من جيل إلي جيل والمهم في كل جيل أن تكون حياتك مصدر لهذا النور والحب والله يعطينا أعمارنا لكي نقدم الحب لكل أحد وكما سمعنا في الصلوات وكلمات الأحباء يجب أن نستفيد بأوقاتنا باستنارة حقيقية في قلوبنا وأناشد الجميع ان نطلب في صلواتنا أن يعطينا الله حب حقيقي".
وأردف: "الأمر الثالث: أن نور المسيح يبهج حياتي، نور المسيح يعطي فرح للإنسان .وليس عنده عُقد نفسية "فرحتني يالله بصنائعك" كل ما خلقه الله اعطاه لنا لكي يفرحنا".
وشدد: "الخلاصة، الله ينير ظلمة الإنسان الفكرية ويهدي طرقه ويبهج حياة الانسان، إذا أردت هذه الاستنارة قدم حب ونور لكل أحد فهذه هي وظيفتنا وليس من وظيفتنا تقبيح الآخر وإمساك السلبيات، عندما تقرأ في الكتاب المقدس فأنت تستعيد الاستنارة، عندما تعيش في أسرة متحابة انت تعيش الاستنارة .ليكن نور في حياتنا وفي كلامنا وفي مخادعنا ليكن نور حقيقي فهو فرح رئيسي".
أكرر شكري لكل من حضر معنا وهذا هو اليوم الثاني ويستمر لمدة أسبوع يباركنا المسيح بكل بركة له كل مجد وكرامة من الآن وإلى الأبد آمين.