تسبب فيروس "كورونا" في إثارة الذعر بين مختلف دول العالم خلال لفترة الماضية، وذلك خوفا من تحوله إلى وباء في ظل عدم وجود علاج له، وعلى الرغم من كل هذه المخاوف، إلا أن مرضا آخر شائع يوجد له علاج، يعد أكثر خطورة منه.
ووفقاً لما جاء في مجلة "ساينس أليرت"، توجد العديد من المخاطر الصحية الناجمة عن مرض الإنفلونزا والخوف من انتشاره أيضا، على الرغم من أن مركز السيطرة على الأمراض يعتبر فيروس كورونا التاجي مصدر قلق خطير على الصحة العامة، إلا أن المخاطر الصحية المباشرة منه على حياة الشعب الأمريكي حالياً تعد منخفضة، أما الخطر الحقيقي على الصحة العامة حاليا في الولايات المتحدة فهو مرض الإنفلونزا، فمنذ شهر أكتوبر الماضي حتى الآن مات ما يصل إلى 20 ألف شخص في الولايات المتحدة بسبب الأنفلونزا، وبالمقارنة مع فيروس كورونا فهو لم يصب إلا حوالي 914 شخصا في جميع أنحاء العالم وقتل 26 شخصًا فقط.
ومن جانبه قال وليام شافنر، خبير اللقاحات في المركز الطبي بجامعة فاندربيلت، لوكالة كايزر هيلث نيوز: "عندما نفكر في الخطر النسبي لهذا الفيروس التاجي الجديد والأنفلونزا، فليس هناك مقارنة، كليهما مرض ويموت عشرات الآلاف من الأميركيين بسبب الأنفلونزا كل عام رغم وجود علاج له".
وكان قد أصيب ما لا يقل عن 15 مليون أمريكي بالأنفلونزا في الأشهر الأربعة الماضية، وذهب ما يقرب من ربع مليون منهم إلى المستشفى، وهذا بالتزامن مع موسم الأنفلونزا الذي يستمر خلال الفترة من شهر ديسمبر حتى شهر فبراير.
ومن ناحية أخرى، كشف بيتر هوتز، عالم الفيروسات في كلية بايلور للطب،: "نادرًا ما تحظى الأنفلونزا بهذا الاهتمام، على الرغم من أنها تقتل الأميركيين كل عام أكثر من أي فيروس آخر".
يذكر أن في عام 2018، مرت الولايات المتحدة بأسوأ موسم إنفلونزا منذ حوالي 40 عامًا، حيث توفي 80 ألف شخص بسبب المرض، وانتشار الانفلونزا لا يقتصر في الولايات المتحدة فقط، فوفقا لمنظمة الصحة العالمية، تصيب فيروسات الأنفلونزا الموسمية ما بين 3 ملايين و 5 ملايين شخص في جميع أنحاء العالم سنوياً ، وتقتل ما يصل إلى 650 ألف شخص سنوياً.