دعا وزير الخارجية الألماني، هايكو ماس، دول أوروبا إلى تنشيط جهودها في مواجهة كراهية معاداة السامية، بما في ذلك عبر تجريم إنكار جريمة محرقة اليهود "الهولوكوست".
وفي استعراض رؤيته لمسألة معاداة السامية في أوروبا، عبر عنها في مقالة نشرتها مجلة "دير شبيغل"، اليوم الأحد، لفت ماس إلى حدة هذه المشكلة في ألمانيا، حيث "صار كل ثاني يهودي يفكر في مغادرة البلاد" بسبب ازدياد الاعتداءات على خلفية العداء تجاه أبناء طائفتهم.
وأعاد الوزير إلى الأذهان الهجوم في مدينة هاله الألمانية، حيث تسلل الجاني المسلح إلى كنيس يهودي، في أكتوبر 2019، بغية إطلاق النار على المصلين فيه، لكن بابا خشبيا سميكا منعه من دخول صالة الكنيس وخرج إلى الشارع حيث قتل اثنين من المارة.
وقال ماس، إن محاربة معادة السامية يجب ألا تنحصر في تصريحات، مؤكدا أن ألمانيا ستخصص، خلال العام الجاري، 500 ألف يورو لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا من أجل حماية اليهود في البلدان الأوروبية.
كما ذكر الوزير، أن دول الاتحاد الأوروبي اتفقت، في العام الماضي، على بلورة استراتيجيات في محاربة معاداة السامية، داعيا إلى جعل ألمانيا نموذجا لهذه الجهود.
ودعا ماس، أيضا إلى إيجاد شبكة أوروبية من المفوضين لمكافحة معادة السامية، كإجراء سيتخذ ضمن خطة عمل موحدة تضم أيضا الملاحقة القضائية للمخالفين وتعزيز حماية المؤسسات اليهودية وإجراءات التوعية بخطورة معاداة السامية.
وأشار ماس، إلى الأهمية البالغة لمواجهة تأجيج النعرات المعادية لليهود عبر الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي.
وأكد وزير الخارجية الألماني، أن بلاده ستواصل جهودها لإقناع جميع الدول الأوروبية بضرورة تجريم إنكار الهولوكوست، مشيرًا إلى أن محاولات تتخذ في جميع أنحاء العالم لتشويه الحقائق فيما يخص الهولوكوست ونشر أكاذيب حول هذه الجريمة.