اختار الشاعر محمد بهجت موضوع "المسرح الشعري" ليتناوله في الموسم الجديد من صالون مصر المبدعة بدار الأوبرا المصرية بالمسرح الصغير يوم الأربعاء 22 يناير الساعة السابعة وتشاركه التمثيل والإلقاء لمقاطع ومشاهد من أشهر المسرحيات الشعرية التي قدمت علي المسرح المصري من تراث سيد درويش كما تشارك في الصالون المطربة أنغام مصطفي .
والشعر المسرحي هو لونٌ من ألوان الفنون الأدبية ظهرَ في العصر الحديث، ولم يكن معروفًا في الأدب العربي قديمًا، ويُطلق عليه في بعض الأحيان المسرح الشعري أو الدراما الشعرية أو المسرحية الشعرية أو الشعر الدرامي، وهو الفنُّ الذي يعتمد على الشعر العمودي أو غير العمودي في كتابة المسرحية، والتي تمثِّل مشهًدا متحرِّكًا يستطيع الكاتب من خلاله أن يوصلَ أفكاره ومغزى قصَّته للنَّاس من خلال أفعال وتحركات أبطال المسرحية على مرأى الجمهور، وبمعنى آخر يمكنُ القول: إنَّ المسرحية الشعرية هي كتابةُ مسرحية تمَّ إعداد نصوصها وفقَ المواصفات والضوابط الشعرية، وتستندُ إلى القصيدة المقفَّاة أو غير المقفَّاة كأساس لبناء النصِّ المسرحي. أمَّا الشعر الملحمي فهو عبارة عن كتابة قصة شعرية طويلةٍ وغالبًا ما تكون حكاية بطولية تتحدَّث عن تاريخ شعبٍ من الشعوب أو أمَّة من الأمم أو بطل من الأبطال في مرحلة تاريخية ما، وقد تحتوي على أساطير لكنَّها تختلف عن الأسطورة ومن الأمثلة على الملاحم الشعرية ملحمةُ الأوديسة لهوميروس، وملحمةُ كوميديا الجحيم لدانتي.
وظهرَ الشعر المسرحي في الأدب العربيّ في العصر الحديث، ويُعدُّ أمير الشعراء الشاعر أحمد شوقي الذي تأثّرَ بالأدب الفرنسيِّ رائد هذا الفنِّ ومن أشهر مسرحياته "مجنون ليلى، عنترة، مصرع كليوباترا"، وقد سار أيضًا على خطا شوقي الشاعر عزيز أباظة ومن أشهر أعماله "غروب الشمس، شهريار"، ثمَّ تطوَّر الشعر المسرحي بعد ذلك على أيدي شعراء آخرون أمثال صلاح عبدالصبور وعبدالرحمن الشرقاوي. ومن رواد الشعر المسرحي في الغرب، الشاعر الإسباني لوركا والأديب الفرنسي بول كلوديلو والشاعر الإنجليزي كريستوفر فراي بمسرحيَّته الشهيرة "السيدة ليست للحرق"