علق هشام البقلي، المتخصص في الشأن الإيراني ومدير وحدة الدراسات السياسية بمركز سجاف السعودي على مقتل، قاسم سليماني، قائد فيلق القدس قائلا:" إن اغتيال قاسم سليمانى يمثل ضربة قوية لأركان النظام الإيراني بالكامل ويؤثر بالسلب على موقف مليشيات إيران بالعراق وسوريا ولبنان واليمن ، فسليماني لم يكن شخصا عاديا أو عسكريا فقط بل كان مهندس التمدد الإيراني بالمنطقة وهو السبب الرئيسي في العديد من حالات الاغتيالات والأعمال الإرهابية التي وقعت في عدد من الدول العربية".
أما عن تأثير مقتل سليماني على الأوضاع في المنطقة، فقال "البقلي" في تصريحات خاصة لـ "بلدنا اليوم" :"تأثيرات سقوط سليماني على منطقة الشرق الأوسط خطيرة بدرجة كبيرة نظرا لما يتمتع به سليمانى من رمزية كبيرة داخل إيران تستوجب معها الرد على حادث اغتياله لذلك سيكون هناك رد من قبل إيران ، ولكن مستوي الرد هو ما سيحدد ما ستئول إليه الأوضاع".
وعن تكهنات ما إذا كان مقتل سليماني له علاقة بانتقام سعودي بعد هجمات أرامكو، فأوضح ومدير وحدة الدراسات السياسية بمركز سجاف السعودي، قائلا:"اغتيال سليمانى ليس له أي علاقة من قريب أو بعيد بالمملكة العربية السعودية والأمر متعلق بشكل كامل بالرئيس الأمريكي ترامب ورغبته في إثبات قوته وقوة موقفه في منطقة الشرق الأوسط وتحقيق مزيد من المكاسب قبل الانتخابات الأمريكية في نوفمبر من العام الحالي وبالتالي محاولة جديدة أيضا لإخضاع طهران لطاولة التفاوض ، والتغريدة التي غرد بها ترامب مساء عملية الاغتيال والتي قال فيها ان ايران لم تكسب حرب ابدا ولكنها لم تخسر تفاوض تعد دعوة واضحة لإيران للتفاوض".
وعن مدى تأثر مصر في حال الرد الإيراني بحريًا عبر مضيق باب المندب، فقال "البقلي":"إيران لن تتعرض لمضيق باب المندب بأى حال من الأحوال إذا فكرت إيران في الرد عن طريق مياه الخليج سيكون من خلال مضيق هرمز الذى تسيطر عليه إيران أما مضيق باب المندب فهو بعيد تماما عن تفكير الإدارة الإيرانية فهي لن تتدخل في صراعات مع مصر في هذا الموقع الهام ولا تريد المزيد من الأعداء".
وتابع المتخصص في الشأن الإيراني :"أسعار النفط ثابته خلال الفترة الحالية وفقا للاتفاقيات الموقعة مع شركة ارامكوا العالمية حتى منتصف العام الحالي 2020 وقد تتأثر بالسلب في حين كان الرد الإيراني عن طريق استهداف ناقلات النفط أو تكرار حادث أرامكوا وهذا سيؤثر سلبا على استقرار سوق النفط ، وهذا أمر وارد للغاية".
أما عن الرد المتوقع من القوى الإقليمية والتحالفات الإيرانية على مقتل سليماني، فأضاف "البقلي" :"الرد الفعلى سيكون من إيران ومليشياتها وليس من الدول الحليفة لها ، كافة الدول الحليفة لإيران ستكتفي التنديد والاستنكار للحادث وهو ما حدث بالفعل من الصين وروسيا والعراق ولبنان ورأينا زيارة وزير الخارجية القطرى لطهران لتقديم واجب التعازي ، أما باقي القوي الإقليمية والدولية المعادية لإيران فسوف تتخذ إجراءات إحترازية وأمنية شديدة تخوفا من الرد الإيراني عن طريق أراضيها".
وعند سؤال المتخصص حول ما إذا كان مقتل سليماني تمثل نهاية خامئني ونظامه أم سيمتد المشهد، فقال :"هناك ارتباك في صفوف الجانب الإيراني وهزة قوية لاركان الدولة الإيرانية ولكن لا يمكن أن نقول أنها نهاية إيران وخامنئي فالامور لا تحسم بهذا الشكل ، بالعكس أرى أن هناك تأثير لصالح النظام الإيراني من هذا الحادث ، فبصرف النظر عن شخصية سليماني إلا أنه من الأشخاص الذي لديهم تأييد كبير شعبيا داخل إيران وبالتالي هي فرصة للنظام الإيراني لإسترضاء الداخل مرة أخرى".
وتابع المتخصص في الشأن الإيراني، قائلا:" ما حدث لسليماني هو رد اعتبار من أمريكا على حادث الاعتداء على سفارتها ببغداد ، تخوفا من تكرار سيناريو عام 1979 الذى يمثل وصمة عار في جبين واشنطن وانتصار كبير لإيران ، وأيضا رسالة للقوى الدولية والإقليمية يؤكد ترامب منها أن واشنطن قادرة على القيام بكافة الأعمال القتالية ، وطمئنه لدول الخليج بأن التواجد الأمريكي في المنطقة لصالحهم".