علق الدكتور طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، على التظاهرات التي اجتاحت العراق، قائلا:" إن التظاهرات في العراق مرتبطة بموضوعات داخلية وخارجية، فالموضوعات الداخلية مرتبطة بحالة الفساد وكان لابد من استقالة عبد المهدي واستقال بالفعل ولكن هناك حالة من الفراع السياسي وإيران لها يد في ذلك".
وتابع "فهمي" في تصريحات خاصة لـ "بلدنا اليوم":" عند تحليل التظاهرات العراقية نجد أن هناك شعارات ضد التدخل الإيراني ، فجزء من التظاهرات في العراق مرتبط بأوضاع داخلية وأوضاع إقليمية، الداخلية فتتمثل في أجهزة إدارية فاشلة وحالة فساد إداري شديد وغلاء الأسعار وحالة المواطن تعاني من التردي، كل هذا أدى لاندلاع التظاهرات، وفي جزء من التظاهرات مرتبطة بالتدخلات الإيرانية الكبيرة في الوضع العراقي، فخرجت التظاهرات تطالب بإسقاط الحكومة وتشكيل حكومة جديدة".
وأضاف أستاذ العلوم السياسية:"نحن الآن أمام حالة من الفراغ السياسي، فشل في تشكيل الحكومة نتيجة طرح الأسماء والعودة إلى فكرة نظام المحاصصة الطائفية، بمعنى أن يكون هناك حصة لكافة القوى السياسية وبالتالي ما يجري الآن مرتبط بالوضع السياسي المأزوم منذ عدة سنوات، حيث اندلعت التظاهرات في هذا التوقيت لأسباب اقتصادية وأسباب متعلقة بالتدخل الإيراني".
وأكد الدكتور" طارق فهمي"، خوف إيران من رد فعل تظاهرات العراق، مضيفا :" هذا الأمر يعني انحسار النفوذ الإيراني في عدد من المناطق منها العراق ولبنان، وعلى هذا الأساس فالإيرانيين لديهم مشكلة حقيقية في هذا الوضع نتيجة للضغط الأمريكي عليهم في ملف العقوبات وتفعيلها وامتداها لشخصيات كبيرة في الدولة".
وعن طرح سؤال حول ما إذا كانت تلك التظاهرات سوف تعمل على تفكك جمهورية الملال، فقال "فهمي":" من المبكر أن نقول مثل هذا الأمر، لكنها تؤثر بطبيعة الحال على الوضع الإيراني ولكن الإيرانيين سوف يراوغون بالإضافة إلى أنها تعد رسالة لهم بالخروج من العراق ولبنان ومراجعة سياستهم التدخلية في العراق".