اُختتمت اليوم فعاليات النسخة السادسة والأربعين من المؤتمر الدولي السنوي لرابطة العلماء المصريين بأمريكا وكندا والتى جاءت تحت عنوان "التنمية المستدامة في مصر - التطورات الابتكارية للغد" تحت رعاية دولة رئيس الوزراء، والتي نظمتها لأول مرة الأكاديمية المصرية للهندسة والتكنولوجيا المتقدمة التابعة لوزارة الإنتاج الحربي، بالتعاون مع أكاديمية البحث العلمي، وذلك بمشاركة (20) باحثاً مصريًا بأمريكا وكندا، بهدف الاستفادة من خبراتهم في عدد من المجالات الحيوية المتعلقة بمختلف محاور التنمية المستدامة.
وأعلنت وزارة الإنتاج الحربي نجاح المؤتمر فى تحقيق أهدافه التي تمثلت فى طرح ومناقشة أفكار وآليات وفرص تحقيق أهداف التنمية المستدامة فى مصر، وتم الإشارة إلى حرص "الإنتاج الحربي" على التكامل مع مختلف الوزارات والمؤسسات والجهات بالدولة للمساهمة في تحقيق التنمية الشاملة للدولة وما يحقق صالح المواطن المصري، ومن أمثلة هذا التكامل تعاون "الإنتاج الحربي" مع وزارة الهجرة وشئون المصريين بالخارج للتواصل مع علماء مصر بالخارج وربط العقول والطيور المهاجرة بقضايا وطنهم الأم والاستفادة من خبراتهم الواسعة في تطوير التصنيع واستخدام التكنولوجيا الرقمية، وكذا التكامل مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي لتحويل الأفكار والمشروعات البحثية إلى مخرجات تصنيعية، خاصةً فى ظل ما تشهده البلاد من طفرة صناعية كبرى والتحول للمجتمع الرقمى، وإيجاد حلول للمشكلات التى تواجهها الصناعة فى ظل التوجه لتعميق التصنيع المحلى وتوطين الصناعة فى المجالات المختلفة للحد من الإستيراد وزيادة الدخل القومي.
وقد شهدت أعمال المؤتمر افتتاح الدكتور محمد سعيد العصار وزير الدولة للإنتاج الحربي فعاليات المؤتمر، وذلك بحضور السفيرة نبيلة مكرم وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج، والمهندس محمد السويدى – رئيس إتحاد الصناعات وممثلى عدد من الوزارات، كما انعقدت علــى مدار أيام المؤتمــر الثلاث (في الفترة من 24-26 ديسمبر) عدد (10) جلسات وحلقات نقاشية بحضور لفيف من العلماء والباحثين من مختلف الجامعات وممثلي أكاديمية البحث العلمي، وناقشت الجلسات عدد من الموضوعات الهامة مثل (الثورة الصناعية الرابعة، التكنولوجيا الخضراء، تدوير المخلفات، المدن الذكية، الهندسة والتكنولوجيا، التجارة والأعمال، العلوم الأساسية والطبية والصحة العامة وغيرها من الموضوعات)، كما شهد المؤتمر تكريم عدد من الشخصيات والرعاة الذين ساهموا بمجهوداتهم في نجاح المؤتمر في تحقيق أهدافه، حيث تم الإشادة بالروح التي ظهر عليها كافة المشاركين بالمؤتمر وإظهار حبهم الكبير لمصر ورغبتهم في المشاركة فيما يتحقق من تنمية على أرض الوطن.
وأكد المشاركون في المؤتمر على أنه كان بمثابة فرصة واعدة لفتح مجالات للتواصل بين العلماء بالداخل والخارج والباحثين وصناع القرار، كما مثّل وسيلة للتعرف على جانب من جهود الدولة في مجالات التنمية المستدامة والتي تراعي مبادىء تكافؤ الفرص وسد الفجوات التنموية والاستخدام الأمثل للموارد ودعم عدالة استخدامها مما يحقق التنمية الشاملة للبلاد ويضمن حقوق الأجيال القادمة.
وفي ختام المؤتمر تم الخروج بعدد من التوصيات في ضوء ما تم مناقشته خلال جلسات المؤتمر، حيث تم مناقشة أكثر من (45) بحث علمي عرضت العديد من الأفكار والأطروحات فى مجالات التنمية المختلفة، وكانت من أهم توصيات المؤتمر (أهمية إستخدام تكنولوجيا التعليم في تنمية مهارات الخريجين بما يتناسب مع التطور الصناعى والتكنولوجى في الحاضر والمستقبل، ضرورة تطوير مناهج الكليات الهندسية والتكنولوجية وخاصة فى الجامعات الحكومية لمواكبة التطور في التكنولوجيات المتقدمة، التعاون مع علماء الرابطة في أبحاث تحلية المياه باستخدام تقنيات الخلايا الميكروبيولوجية وكذا تكنولوجيات الثورة الصناعية الرابعة وإدارة المشاريع و إدارة العمليات و التخطيط الاستراتيجي ومؤشرات قياس الأداء و الصناعات الالكترونية والذكاء الإصطناعى والصناعات الكيميائية ، ضرورة الأهتمام بإنفاق ميزانية البحث العلمى بما يحقق عائد اقتصادى ويحقق هذا النموذج من ريادة الأعمال ناجحات هائلة فى الخارج ويساهم فى حل مشكلة البطالة ،وكذلك الأهتمام بتطبيق التكنولوجيات الحديثة لترشيد إستهلاك الطاقة فى المدن الذكية مثل إستخدام إنترنت الأشياء وإضاءة LED، وتم التأكيد في نهاية المؤتمر على حرص القائمين عليه أن تكون هذه التوصيات قابلة للتنفيذ وتخدم الدولة فى مختلف المجالات خلال الفترة المقبلة، وسيكون هناك متابعة دورية لكافة الأفكار التي تم طرحها.