أكدت الدكتور سعاد صالح أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، أن غياب دور الداعية أو العالم الوسطى والمعتدل في هذه المرحلة ساهم بشكل فعال فى انتشار الإفكار المتشددة والمتطرفة، بل وهو السبب الرئيسي في إنتشار الفتاوى الشاذه على الفضائيات المختلفة.
وتساءلت: "أين العالم الربانى الوسطى الذى يحكم بمعايير الإسلام الحقيقى العالم الذى يبرز أحكام الإسلام بغطاء من الرحمة والدعوة دائمًا إلى الإستغفار والتوبة بدلاً من الغلظة والتشديد فى التعامل مع مختلف أحكام الدين".
عقوبات رادعة للمخالفين بقانون "تنظيم ظهور رجال الدين بالإعلام"
وأضافت صالح، خلال لقائها في برنامج ساعة مع نيبال، الذي تقدمه نيبال جبر على قناة الصحة والجمال، أن العالم الدينى المستنير لا يعيش في قوقعة ولا فى برج عال ولكن لابد أن يتعايش مع الناس ويكون قريبًا منهم ومن مشاكلهم حتى يستطيع وضع الأمور في نصابها الصحيح وفي واقعها السليم بالنسبة للأحكام الشرعية والفقهية، ولابد وأن يكون إنسانا قبل أن يكون عالما لأن الإنسانية أهم شئ يمكن أن يتصف بها العالم تلك الإنسانية التى قال عنها ربنا ولخصها فى أربعة كلمات حيث قال " ولقد كرمنا بنى أدم " .
وأشارت أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، إلى أن هناك الكثير من غير المتخصصين إقتحموا مجال الدين وأصبحوا يتحدثوا فى أمور الإسلام بدون وعي ولا تخصص وهم منتشرون على الفضائيات ليل نهار، وأصبح الأمر عندهم عبارة عن سبوبة فضلا عن إقحام العديد من فى إصدار الفتاوى بغير علم مما يحدث الكثير من البلبة للناس فى أمور دينهم.
وأوضحت أن الرحمة واللين فى التعامل والدعوة والتواصل أهم شئ على الدعاة أن يتسموا بها فالله تعالى قال لرسوله الكريم " ولو كنت فظا غليظ القلب لإنفضوا من حولك"، فلم تنتشر الأفكار المتشددة فى مجتماعاتنا إلا بالقسوة والشدة والغلظة فى الأقول والأحكام وأن الدين أيسر وأسهل بكثير فهناك شيوخ كثار فى تلك الأيام غلظاء القلب وهذا يتنافى تماما مع تعاليم الإسلام السمحة.
واستطردت: "هناك ثقافات وافدة من الخارج إختلطت بالثقافة الإسلامية والقيم المصرية الأصلية أثرت فيها فضلا عن الإستخدام الخاطئ لوسائل التواصل الإجتماعى التي تؤثر على المجتمع الآن وقيمه ومبادئه، وأصبح ضررها أكثر من نفعها فى نشر أى غث وسرعة تناقل أى فتوى أو حكم شرعى بدون أدلة واضحة".