ينشر موقع "بلدنا اليوم" أول صورة لطبيب وزوجته، تجردا من معاني الإنسانية، وتركا طفليهما في الحضانة بمنطقة أبو النمرس، وذلك بسبب خلافات زوجيه بينهما.
المستوى الاجتماعي ليس معيارًا على مدى الإنسانية التي يتميز بها الفرد، والتعليم والمؤهلات العليا ليست سبيلًا يسلكه الناس لتزداد تقواهم ورحمتهم، ففي الغالب يعيش البعض في مستوى راقٍ للغاية، ويرتقى البعض الآخر بين المناصب الهائلة، ولكن في النهاية لم يعرفوا معني الإنسانية والرحمة، والدليل على ذلك تلك القضية المأساوية التي درات أحداثها في منطقة الساحل قبل 6 أيام، وكشفت تفاصيلها اليوم الأربعاء.
الحادثة في منطقة الساحل بالقاهرة، الزمان قبل ستة أيام، الضحية طفلان جميلان مازالوا في براءتهم ومقتبل عمرهم، والأبطال هما والدين تجردا من كل معاني الإنسانية وقرروا التخلص من أولادهم بسبب خلافات أسرية قلبت الحياة رأسًا على عقب، فبعد الرحلة الطويلة التي قطعها "محمد" البالغ من العمر 30 عامًا، طبيب أسنان، ورفيقة دربه "رشا" صاحبة الـ38 عامًا، لللإنجاب لكي يكونا أسرة كباقي الأصدقاء بجوارهم.
شوفتك معاها.. القصة الكاملة لمقتل طالبة رأت عمهما في وضع مخل
الرحلة بالفعل تتوجت بقدوم طفلين "توأم"، ولكن الفرحة التي عمت المكان لم تستمر كثيرًا، حيث تسللت المشاجرات والخلافات إلى كنفهم الأمر الذي جعلهما تيركان طفليهما في مكان، والسبب هو عدم قدرتهم على الإنفاق عليهما، وبالفعل وضعا الخطة وارتدت الزوجة نقابًا أسودًا فاقع وتوجهت من شقتها بمنطقة الساحل، إلى حضانة بمنطقة أوسيم، تركت الطفلين، دون أن تعود مرة أخرى لاستلامهما.
مرت الأيام حتى وصلت لـ6 أيام تم خلالها البحث والتحري عن والد الطفلين إذ توصلت القوات إلى أن الأم اتفقت مع زوجها طبيب الأسنان، على التخلي عن الطفلين لعدم قدرتهما على الإنفاق عليهما، بعد أن أنفق الاثنين الكثير من الأموال على الحقن المجهري حتى تمكنا من الإنجاب.
تمكنت القوات الأمنية في محافظة الجيزة من إلقاء القبض على الطبيب وزوجته، أثناء وجودهما داخل شقتهما بمنطقة الساحل، بمعرفة قوة أمنية من مباحث الجيزة، بالتنسيق مع مباحث القاهرة، تحت إشراف اللواء طارق مرزوق مساعد أول وزير الداخلية لقطاع أمن الجيزة، واللواء محمود السبيلى مدير الإدارة العامة للمباحث.
مش قادر يصرف عليهم.. حكاية طبيب تخلص من طفليه برفقة زوجته: "كان هيموت ويخلف"
ذكرت تحريات وتحقيقات الأجهزة الأمنية التي جرت بشأن الواقعة، أن بداية الواقعة كانت بورود بلاغا من مالكة حضانة بشارع الأربعين بشتيل بحضور سيدة (منتقبة)، ومعها طفلين ذكور توأم وطلبت استضافتهما بالحضانة لحين انتهاء عملها كممرضة إلا أنها لم تعد.
وتم تشكيل فريق بحث وتحر تحت إشراف اللواء مدحت فارس نائب مدير الإدارة العامة للمباحث، والعقيد أحمد الوليلي مفتش المباحث، والمقدم مجدي موسى رئيس مباحث مركز أوسيم.
وبدأت القوات في الفحص ونشر صور الطفلين بدائرة المركز والدوائر المتآخمة حتى وصلنا لمنطقة الساحل، وأمكن التوصل إلى أن المدعوة "رشا" 38 سنة ربة منزل (ذات الأوصاف الجسمانية للمتهمة) وزوجها "محمد" 30 سنة، طبيب أسنان، ولديهما طفلين ذكور توأم "مازن" و"عمر" سنة و4 أشهر، لم يتم مشاهدتهما مؤخرا من أسبوع تزامنا مع تاريخ تلقي البلاغ.
وعقب تقنين الإجراءات تم ضبطهما وبمواجهتهما اعترفا بارتكاب الواقعة بسبب خلافات زوجية وأسرية بسبب رفض أهل الزوج لتلك الزيجة بسبب فارق السن والمستوى الاجتماعي، وعدم قدرتهما على مراعتهما فاتفقا على التخلي عنهما وحددت الحضانة محل الواقعة أثناء ترددها على المنطقة لزيارة شقيقتها واستخدمت النقاب لإخفاء هويتها.