لازال مسلسل ممالك النار يثير غضب تركيا، بسبب كشف التاريخ المزيف التي صدرتة تركيا للعالم من خلال القوة الناعمة، وبالأخص من خلال مسلسل "قيامة أرطغرل".
وأكد الناقد الفني أحمد سعد الدين، أن هناك عناصر أساسية لنجاح مسلسل "ممالك النار"، وهي القصة التي ترصد حقبة المماليك والعثمانيون وهو جانب تاريخي مهم يستهدف جميع الدول العربية وليس مصر فقط، والجانب الثاني هو الإعلان التشويقي لمسلسل "ممالك النار" في البداية كان جذاب بشكل كبير، حيث أنة لم يثير الجدل في مصر وتركيا فقط، بل أثار الجدل في جميع الدول العربية، وظهر الإنتاج بشكل صحيح، فعندما يتم عرض أربع حلقات فقط من المسلسل وتشعر أنك أمام احترام للعقل والفن وموضوع تاريخي يوجد به حبكة درامية ممتازة، لذا يجب أن يكون هناك نجاح، ولا ننسى أن هذا المسلسل يرد على الأعمال الدراميا التركية التي كانت تذيف تاريخ العثمانيين، ومن الواضح أن المقايس الفنية لـ"ممالك النار" ممتازة بشكل لم يتوقع.
وأضاف سعد الدين في تصريحات خاصة لـ"بلدنا اليوم"، أن المسلسلات التارخية تحقق نجاح، فليس المشكلة في نجاح المسلسل التاريخي، ولكن المشكلة في بعض المنتجين، وهو أنهم يرون أن التكلفة الإنتاجية للمسلسل التاريخي تكون عالية بشكل كبير، ويكون مردودها على فترات طويلة ولو عدنا بالزمن إلى الخلف سنجد أن مسلسل "لا إله إلا الله" حقق نجاح كبير جداً، ومسلسل "بوابة الحلواني" أيضاً حقق نجاح كبير، وأيضاً المسلسلات السورية حققت نجاح كبير، فهنا المشكلة كانت في المنتجين، ولا سيما أن تركيا تخوفت من عرض مسلسل "ممالك النار"، لانها تريد أن تفرض على الوطن العربي ثقافة معينة تخدم مصالحها في الفترة الحالية بالشرق الأوسط، لذلك اتجهت إلى الدراما، والدليل على ذلك المسلسل الذي قاموا بأنتاجة وهو "قيامة أرطغرل"، وعلى الرغم من أن مساحة أرطغرل في التاريخ لا تسعى خمس حلقات وليس خمس أجزاء كما قدموا الأتراك، فعندما يظهر لهم "ممالك النار" الذي سيقتل أهدافهم من تلك الأعمال الفنية فيجب عليهم أن يهاجموة بكل شراسة ممكنة.
وتابع سعد الدين، أن وقت عرض مسلسل "ممالك النار" في الفترة الحالية هو النجاح الأكبر، ففي خارج السباق الرمضاني كون هناك مساحة للمشاهد أن يتابع ذلك العمل، وتكون نسبة الاهتمام بهذا العمل وقلة الإعلانات سبب رئيسي في عدم ملل المشاهد من العمل الفني الذي يتابعه وهذا ما نريده في الوقت الحالي، مشيراً أن تكلفة المسلسل في الأنتاج بـ"40" مليون دولار كبيرة جداً، فيجب على المنتج أن يثبت ذلك الأمر، لأنه حوالي 700 مليون جنية فهذا رقم فلكي ومبالغ فية للغاية، فمهما كانت تكلفة الأنتاج في الوطن العربي لا تصل إلى تلك التكلفة، ولكن المسلسل متكلف إنتاج ضخم وليس هذا الرقم.
واختتم سعد الدين، أن "ممالك النار" أول خطوة في الطريق الصحيح، لمقاومة العدوان التركي، وهي أول خطوة في التاريخ العربي الحديث، لسبب أن عندما يأتي لنا مسلسل يهاجم مصر، فى القوة الناعمة تؤثر في الأطفال والشباب، أذاً هم يحتلون بالفن، فيجب أن نرد عليهم بنفس السلاح الذي هاجمونا من خلالة، فنحن الآن في حالة الهجوم وتركيا في حالة الدفاع بسبب ما قدمناه في ممالك النار، في الفن يرد عليه بالفن، واختيار حقبة "ممالك النار" كان سبب للرد على المسلسلات التركية التي زيفت تلك الحقبة.