"تطوير العملية التعليمية.. الكثافة الطلابية.. الانضباط المدرسي".. ملفات ماكثة على طاولة وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، فلم تُقنن تلك الأزمات بتولي وزير أو رحيلة، ولكن منذ أن تولي الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم، وهو يحرص دائمًا على إيجاد الحلول لإقتلاع تلك الأزمات من جذورها.
"الفصول الذكية".. خطة جديدة أعلن عنها وزير التعليم خلال الجوله التفقدية للرئيس عبد الفتاح السيسي، يوم السبت الماضي، لمعرض صندوق "تحيا مصر" ومعرض ريادة الأعمال ومعرض الفصول التعليمية، ويأتي ذلك على هامش مشاركته في مؤتمر الاستثمار في أفريقيا 2019 والمنعقد بالعاصمة الإدارية، لتوفير مساحات تعليمية عالية الجودة داخل مصر لتزويد المعلمين والطلاب بفصول دراسية فعالة وحديثة تمكنهم من تحسين نتائج التعليم والتعلم بشكل كبير.
وبالرغم من ذلك إلا أن التجربة الجديدة دائمًا لم تسلم من الانتقادات والاستنكار، حيث تداول بعض الأخبار على مواقع التواصل الإجتماعي تؤكد أن هذه الفكرة قديمة، كما أنها مطبقة منذ 3 أعوام بمحافظة المنوفية.
الأمر الذي جعل الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، يطل علينا بتصريحات خلال الساعات الأولى الصباحية اليوم الإثنين، ليكشف حقيقة الأمر.
لأول مرة في مصر
وقال الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، إن مشروع الفصول الذكية الذي تم عرضه أمام رئيس الجمهورية يوم الجمعة الماضي هو أمر مختلف تمامًا ويطبق لأول مرة في مصر.
وأكد "شوقي"، أن الفصول الذكية التي تعمل وزارة التربية والتعليم على استحداثها حاليًا، هو شئ مختلف تمامًا بتصميم مبتكر لأغراض متعددة، وسيحقق تقدمًا كبيرًا في القريب العاجل.
نهوض العملية التعليمية
ومن جابنه، قال النائب فايز بركات، عضو لجنة التعليم والبحث العلمي بمجلس النواب، إن الزيادة السكانية مع سوء توزيعها، وقلة الميزانية المخصصة لبناء مدارس جديدة لاستيعاب هذه الأعداد، ساهم في خلق أزمة كبيرة تتمثل في تكدس الفصول، وارتفاع كثافتها في المدارس الحكومية وحتى الخاصة، ما يهدد بضياع اليوم الدراسي دون فائدة، وفشل منظومة التعليم برمتها.
وأشاد "بركات"، خلال البيان الصادر له، بالفصول الذكية سهلة التركيب التي استحدثتها الوزارة، التي تعد أحد الحلول التكنولوجية والهندسية المبتكرة للتخفيف من مشكلات الكثافة بالفصول وتحسين بيئة التعلم للمعلمين والطلاب، خاصة في الأماكن عالية الكثافة والأماكن منخفضة الإسكان، خاصة وأنّه صديق للبيئة ومطابق لمواصفات السلامة والصحة المهنية، ويضم شاشات تفاعلية وaugmented reality الواقع الافتراضي المعزز.
وأشار عضو لجنة التعليم والبحث العلمي بمجلس النواب، إلى أن هذه الفكرة أثبتت نجاحها في بعض دول العالم ذات الكثافة العالية مثل الهند والصين وباكستان لتقليل أزمة كثافة الفصول، وتطبيقها في مصر سيسهم بشكل كبير في حل الأزمة القائمة للنهوض بالعملية التعليمية.
وطالب البرلماني، المجتمع المدني ورجال الأعمال بالتدخل وبناء مدارس جديدة على الطراز العالمي، وقبول تبرعات والانتهاء من إجراءات المشاركة المجتمعية سرعة التنفيذ بالمدارس الآيلة للسقوط، مشيرا إلى أن بناء الفصول الذكية والمتنقلة مجرد حل مؤقت، والأساس في حل المشكلة هو بناء مدارس جديدة تستوعب هذه الكثافات الطلابية.
بناء مجتمع متكامل
وفي ذات السياق، وصفت النائبة ماجدة نصر، عضو لجنة التعليم والبحث العلمي بمجلس النواب، فكرة الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، لتدشين الفصول الذكية خلال العام الدراسي المقبل بـ"الجيدة"، قائلة إن وزير التعليم يحرص دائمًا على تقنين الكثافة الطلابية وذلك من خلال إنشاء عدد كبير من الفصول.
وأوضحت "نصر"، أن الفصول الذكية التي تدشنها الدولة ستكون مُجهزة بشكل جيد ليواكب العصر الحالي بكافة الأجهزة التكنولوجية، لافتة إلى أن المعامل ستكون مجهزة بطرق حديثة فضلًا عن تفعيل السبورة الإلكترونية والشاشات التفاعلية، وتوفير كافة الأساليب التي تساهم في تطوير المنظومة التعليمية وتحسين بيئة التعلم للمعلمين والطلاب.
وأشارت عضو لجنة التعليم والبحث العلمي بمجلس النواب، إلى أن تلك الفصول لم يتم تدشينها فقط لفئات معينة، وأنما ستشهد انضمام كافة الفئات المجتمعية، الأمر الذي يساهم في بناء مجتمع متكامل، مؤكدة أن تلك الفصول تعني لا تراجع في تطوير التعليم ووضع خطط حديثة لتواكب الأنظمة العالمية التكنولوجية وليست الإلكترونية فقط.