توصلت الباحثة الاجتماعية آية المسلماني " عن تأثير الوحدة على الشخص، وكيف تلعب دورها في تدمير طاقته، قالت إنها تُسبب له من ناحية أخرى بعض الأمراض الصعبة كضعف المناعة وزيادة مخاطر أمراض القلب، وربما يخسر وزنه أو يزيده؛ لارتباط الشعور بالوحدة باضطراب تناول الطعام، والأسوأ إصابته بالاكتئاب الذي ربما يُفضي به إلى الانتحار.
يصعب على الإنسان الشعور بسلبية مفرطة، والنظر إلى الجميع بينما لا يُبصرهم أصلاً، يسمعهم ولا يُنصت لأحد منهم، يعيش حالة من الملل والرغبة بعدم المشاركة، فيقضي وقته الطويل دون التواصل مع أحد، يبكي دون سبب، ويجد في النوم الحل الأمثل للهروب من واقعه، ترى المسلماني.
وِحدة رغم وجود الكثيرين
إنَّ الشعور بالوحدة، بحسب المسلماني، حتمًا ينعكس على صحة الإنسان الجسدية والنفسية، ولتصوّره أنَّ حياته بلا هدف، تتولد لديه الرغبة بالخلاص من هذا الشعور، فينعزل عن الناس.
لذلك، تتمحور الخطوة الأهم للخروج من دائرة الوحدة بالتوقف عن التفكير بسلبية وتذكُّر المواقف السيئة التي مرت عليه، والاقتناع بقدراته ومهاراته لتحقيق مساعيه في الحياة، كما تقول المسلماني.
والسعي للتغيير والتجديد في نمط حياته، من خلال بناء علاقات جديدة وممارسة نشاطات من شأنها أن تُحدث نقلة نوعية عنده، والأهم التركيز على ملء أوقات فراغه التي يشغلها بالتفكير.
ومن هنا كانت دعوة الباحثة إلى أهمية تخطي مشاكله والتغاضي عمّا مضى، كي لا يترك نفسه فريسة لمرض الوحدة القاتل، فهو كغيره يحتاج إلى من يحتويه ويحتضنه ويكون له ونيسًا في أيامه.