تعددت احتفالات المصريين بالمولد النبوي الشريف، وبالرغم من مرور الزمن لكن سيظل الاحتفال بالعروسة والحصان هما الأكثر شيوعًا بين المصريين تعبيرًا عن حبهم وإحيائهم لذكرى النبي عليه الصلاة والسلام، العروسة والحصان الذي خلدّتها الكتب والأفلام والمسلسلات ولم تخلو من كلمات الشعراء، ومن أغاني المطربين، فقد وصفها صلاح جاهين "حلاوة زمان.. عروسة حصان.. وآن الأوان تدوق يا ولد.. ما ليش دعوة ياما هاتى لي حلاوة".
وتعد العروسة والحصان هي مظهر الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، بالرغم من تعدد أشكالها عبر الزمان، فقبل أيام من حلول المولد النبوي الشريف تتزين شوارع المحروسة سواء كان في الريف والأحياء الشعبية وفى المدن الكبرى، حيث تقام السرادقات حول المساجد الكبرى، وتضم زوار المولد النبوى الشريف من مختلف قرى مصر، علاوة على الباعة الجائلين والسيرك البدائى والمنشدين والمداحين، الذين تخصصوا فى مدح الرسول، صلى الله عليه وسلم، وبجاني كل ذلك العروسة والحصان .
تعددت الروايات حول أصل كلا منهما وارتباطهما بالمولد النبوى الشريف، فبعض الروايات أكدت أنها عادة فرعونية، بينما ردد بعض الروايات أنها عادة مسيحية، فى حين تؤكد كثير من الروايات أنها إسلامية، ظهرت فى عهد الفاطميين، إلا أن الثابت أن «عروسة المولد» عادة مصرية قديمة، تتفرد بها مصر دون البلاد الإسلامية والعربية.
الرواية الأولى
أولى الروايات عن أصل العروسة والحصان تؤكد أنها تعود إلى أصل فرعونى، حيث تم ربطها بعروس النيل، وقد تم العثور على نماذج مصنوعة من العاج والخشب فى مقابرهم، وعند تجريد رأس "العروسة" من زينتها نجدها شبيهة بشكل حتحور، ربة الحب والجمال والغناء عند الفراعنة.
الرواية الثانية
أما الرواية الثانية فتقول إنها تعود للعصر الفاطمى، وأن العروسة ظهرت فى عهد الحاكم بأمر الله، الذى خرج فى احتفالات المولد النبوى مع إحدى زوجاته مرتدية رداءً أبيض، وعلى رأسها تاج من الياسمين، فقام صنّاع الحلوى برسم الأميرة فى قالب الحلوى، كما قاموا برسم الحاكم بأمر الله على حصانه وصنعوه من الحلوى.
الرواية الثالثة
الرواية الثالثة تؤكد أنها تعود للخليفة الفاطمى "المستنصر بالله"، الذى كان يتأهب لتأديب بعض قبائل الصحراء المغيرة على أطراف مصر، وقال لجنوده وقادته مشجعا لهم على القتال: "حاربوا بمهارة وعندما ننتصر سأزوج كلا منكم بعروس رائعة الجمال"، وفعلا نجحت الحيلة، وعادوا منتصرين، فزوجهم من أجمل جواريه، وعندما حل الاحتفال بالمناسبة فى العام التالى، تصادف ذكرى المولد النبوى، فقام ديوان الحلوى التابع للخليفة بصناعة عرائس جميلة من الحلوى لتقديمها كهدايا إلى القادة المنتصرين ولعامة الشعب، خاصة الأطفال.
لكن جاءت الرواية الأشهر عن حلوى المولد تحكي أن أن الحاكم بأمر الله، كان يحب أن تخرج إحدى زوجاته معه فى يوم المولد النبوي، فظهرت في الموكب بثوب ناصع البياض وعلى رأسها تاج من الياسمين، فقام صنّاع الحلوى برسم الأميرة والحاكم فى قالب الحلوى على هيئة عروس جميلة، و فارسا يمتطي جواده.
بعد ذلك أمر الحاكم بأمر الله أن تتزامن كل أفراح الزواج وعقد القران مع مولد النبى، وهو ما يفسر سر العروس التى تُصنع فى موسم المولد بشكلها المزركش وألوانها الجميلة.