كشف الدكتور علاء رجب استشاري الطب النفسي والعلاقات الأسرية، أن الفترة الماضية شهدت ارتفاع نسب الطلاق وخاصة بين الشباب المتزوجين حديثاً، مما يهدد استقرار وتماسك المجتمع.
بعد الوصول إلى 542 حالة يوميا.. هكذا تحارب الدولة الطلاق في مصر
وأوضح "رجب" في حواره لـ"بلدنا اليوم"، أن أبرز الأسباب التي أدت إلى الطلاق هي التكنولوجية الهائلة التي أتاحت للأزواج مشاهدة العديد من المناظر المثيرة على القنوات الفضائية وشبكات الإنترنت، وأيضاً ساعد الاستخدام المفرط في وسائل التواصل الاجتماعي بمختلف أنواعها، على الانفتاح بشكل كبير وتكوين العديد من العلاقات العاطفية التي اسهمت بدورها في ارتفاع معدلات الطلاق.
وأكد، أن الضغوط الاقتصادية تأتي أيضا في مرتبة متقدمة للعوامل المسببة للطلاق، حيث ساعد الخلاف على مشاركة الزوجه الماديه فى متطلبات المنزل، نظراً لتعدد الاًعباء المالية والمسئوليات المتطلبه من الزوج خاصه أن ذلك الأمر يعتبر لدى الكثير من الشباب أمراً مستجدا عليه فى بداية الحياة الزوجية، حيث يكون الزوج فى هذا التوقيت لم ينتهي من تكاليف الزواج بعد ليدخل فى مسئوليات ومتطلبات أخرى، تتوجب عليه أن يحدث توازن بين تلك الأمور بحيث لا تؤثر على حياته الشخصية.
وأشار، إلى أن تدخل الآخرين في الخلافات الزوجية، كان سبباً أيضاً في تزايد حالات الطلاق بشكل كبير، وذلك لأن الجيل الحالي من الشباب يفتقد للمفهوم السليم لمعنى الزواج، حيث يعتقد بعض الأفراد أنه أمراً مقدسا لابد منه في توقيت زمني محدد وبطقوس وترتيبات خاصة وذلك دون الإلتفات إلى توافق الشخصيات، فلابد من التفرقة جيداً مابين الحب وبين التوافق، حيث أن الحب لايصلح وحده، وذلك لأن توافق الشخصية بين الأزواج يقصد بها تفهم وجهه نظر كلاً منهما للآخر بنوع من المرونة حتى يتم التآقلم والتعايش مع بعضمها.
وشدد، على ضرورة الحد من ارتفاع نسب الطلاق وذلك من خلال قيام الزوجين بتوسيع دائرة المعرفة السليمة بأصول العلاقة الزوجية للحفاظ على حياتهم بشكل صحيح، وبالتالي سيساعدهم ذلك الأمر في الحفاظ على الصحة النفسية والجسدية، وكل هذا لن يتحقق إلا من خلال تطبيق ثقافة الحوار التي تفرض على الطرفين الاستماع لبعضهما وتقبل الاختلافات للوصول في النهاية إلى حل يرضى جميع الأطراف بشكل من الود والمحبة.
استشاري يكشف أسباب تزايد الطلاق.. وكيفية تعامل الوالدين مع الأطفال
وأضاف، أن عدم وجود تفاهم بين الزوجين يترتب عليه ازدياد المشاكل الأسريه بينهم التي تنتهى عاده بعملية الطلاق، نظراً لوجود بعض السيدات التي لاتستطيع تحمل المسئوليه فى ظل هذه الظروف الصعبه، التى تتطلب من الطرفين تحمل المسئولية معا لتكوين أسرة صغيرة، فمن الطبيعي مواجهة المشاكل في بداية الحياة الزوجية حتى تستقر الأحوال المعيشية فيما بينهم.