قال مرصد الإسلاموفوبيا التابع لدار الإفتاء المصرية في تقرير أصدره إن سعار الإسلاموفوبيا سيعود إلى الغرب بعد مقتل زعيم تنظيم داعش الإرهابي "أبو بكر البغدادي".
وتوقع المرصد من خلال تتبع الاستراتيجية التي يتبناها تنظيم داعش الإرهابي أن أفراده سيقومون خلال الفترة المقبلة بعمليات إرهابية في الغرب ردًّا على مقتل البغدادي، وعقب كل عملية إرهابية سيخرج التنظيم بفيديو تسجيلي يعلن فيه مسؤوليته عن العملية الإرهابية، ويبرر قيامه بها بأنها على سبيل القِصاص من الغرب، بل إن أعضاء التنظيم الإرهابي سوف يسوقون الأدلة على شرعية تلك العمليات الإجرامية.
وأشار المرصد في تقريره أن تلك العمليات الإرهابية لن تنتظر اختيار قيادة لخلافة البغدادي في تنظيم الإرهاب والدم، بل سوف تنطلق فرادى وجماعات لإثبات أن التنظيم لا يزال صلبًا لم يهتز بقتل زعيمه، وسوف يحرص أفراد التنظيم الإرهابي على استهداف مناطق حيوية وتنفيذ عمليات أكثر ضراوةً عن سابقتها لتبدأ سلسلة من العمليات الإجرامية تتسبب في أكبر قدر من الضحايا.
بعد ساعات من مقتله.. ما مصير جثة البغدادي وعلاقتها بـ "كايلا مولر؟ وأكد المرصد في تقريره أن البغدادي كما أساء للإسلام والمسلمين حيًّا بما ارتكبه من جرائم في كثير من بقاع العالم، سفك خلالها دماء الأبرياء وعمل على خراب المناطق الآمنة، فإنه سوف يسيء للإسلام والمسلمين ميتًا من خلال العمليات الإرهابية التي سترتكب ضد أبرياء آخرين ردًّا على مصرعه.
وأشار المرصد إلى أن ظاهرتي الإسلاموفوبيا والإرهاب تغذي كل منهما الأخرى، في دائرة جَهنمية مفرغة، وفي النهاية يعاني المسلمون والعالم من آثارها.
كما تابع المرصد موضحًا أن التنظيمات الإرهابية- وعلى رأسها داعش- تستغل ظاهرة الإسلاموفوبيا وتزايدها كهدية من اليمين المتطرف في الغرب؛ لتبرير أفعالها وتجنيد الشباب من أوروبا الذين يعانون من مشاعر الخوف والكراهية والعداء المبالغ فيه ضدهم كمسلمين وضد الإسلام.
وأكد المرصد في ختام تقريره على أن دار الإفتاء المصرية تواصل القيام بدورها في مواجهة ظاهرتي الإرهاب والإسلاموفوبيا، وفي إطار هذا الجهد جاء إطلاق النسخة الأولى من مؤشر الإسلاموفوبيا ربع السنوي في مؤتمر الأمانة العامة العالمي والسنوي الخامس لدُور وهيئات الإفتاء في العالم الذي عُقد يومَي 15و16 من أكتوبر الجاري.
بعد مقتل البغدادي.. "المدمر" زعيم داعش الجديد
أعلن تنظيم داعش الإرهابي عن اسم القائد البديل لأبو بكر البغدادي الذي قتل أمس في عملية عسكرية أمريكية تابعها العالم، وأعلن عنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في احتفاء كبير خلال خطاب إعلامي، وفق ما ذكرت صحيفة ديلي ميل البريطانية.
قالت الصحيفة، إنه بحسب تقارير إعلامية متفرقة، فإن "عبد الله قردش" - قد رشح من قبل البغدادي قبل مقتله ليكون خليفته في رئاسة التنظيم الإرهابي.
نقلت صحيفة ديلي ميل عن مجلة نيوزويك الأمريكية، قولها في إن مصادرها تعتقد أن زعيم داعش الجديد هو ضابط سابق في جيش صدام حسين الذي أقام تحالفًا مع البغدادي في السجن قبل أن يصبح أكبر معاونيه ومن صانعي سياسته.
ويعرف عبد الله قردش - الملقب بالبروفيسور أو المدمر بسبب سمعته الوحشية في التعامل مع خصوم داعش، وهو رجل صاحب شخصية قاسية وله شعبية بين صفوف داعش، وقد يفوق بوحشيته داعش زعيم داعش الذي انتحر أمس بعدما حاصرته القوات الأمريكية.
ووفقًا لبيان أصدرته وكالة أعماق التابعة لداعش الإرهابي، فقد عين البغدادي قردش لإدارة العمليات اليومية للجماعة في أغسطس من هذا العام ، مما يجعله وريثًا بعد أن قتل رئيسه السابق نفسه خلال غارة شنتها القوات الأمريكية في سوريا في عطلة نهاية الأسبوع.
ولد قردش - المعروف أيضًا باسم حجي عبد الله العفاري - في تلعفر ، وهي بلدة ذات أغلبية سنية في العراق - قبل انضمامه إلى الجيش أثناء حكم صدام حسين للبلاد.
بعد غزو العراق من قبل الولايات المتحدة في عام 2003 وتحرك الرئيس بوش لحل جيش البلاد، وجد قردش نفسه محبوسًا في السجن متهمًا بأن له صلات بتنظيم القاعدة.
صحيفة أمريكية تكشف معلومات عن السيدة التي أبلغت بمكان البغدادي
وجعل سجنه في معسكر بوكا مع البغدادي، أكثر رغبة في الانتقام لذا، أنشئ مع البغدادي وثيقة دونا فيها مبادء التطرف والإرهاب الإيديولوجي.
بعد إطلاق سراحه، خدم قردش كرجل دين وقاضيًا في تنظيم القاعدة، وفقًا لباحثين في كلية إس.راجرتنام للدراسات الدولية في سنغافورة.
وعندما ظهرت داعش كمجموعة منشقة عن الفرع السوري لتنظيم القاعدة ، غيّر قردش الولاءات، وحلف الولاء للبغدادي.
ومع الإعلان عن مقتل البغدادي، فإن قردش هو المسؤول الاسمي عن الجماعة الإرهابية، لكن مدى وصوله وسيطرته غير معروف.
وبعد الهزيمة الإقليمية للجماعة الإرهابية، فهي تنقسم الآن إلى خلايا منتشرة في بلدين على الأقل تعملان بشكل مستقل عن بعضها البعض.
يقال إن القيادة مقسمة بين ثلاثة فصائل إلى حد كبير على أسس عرقية ، مع تنافس القادة التونسيين والسعوديين والعراقيين من أجل السيطرة.
ومن المفهوم أن قردش قد تسلم بالفعل عدد من المهام من البغدادي قبل وفاته هذا الأسبوع عندما فجر سترة ناسفة.
قال الخبراء أن المجموعة الإرهابية ربما تكون جاهزة لمقتل البغدادي وبعد بضعة أشهر يمكن أن تستخدمها كقضية حشد لشن هجمات جديدة.
وقال جان بيير فيليو، أستاذ دراسات الشرق الأوسط في ساينس بو في باريس ، إن وفاته تمثل نكسة كبيرة لنظام داعش، الذي أعلن في ذروة نجاحه في عام 2014 بسيطرته على أجزاء من العراق وسوريا.
أضاف فيليو "لكن ليس من المؤكد أن مثل هذه الخسارة الرمزية ستؤثر بشكل أساسي على الاتجاه التشغيلي لداعش. وفي هذا الصدد، يمكن أن يكون لوفاته على المدى الطويل تأثير أقل من مقتل أسامة بن لادن على القاعدة".
قتل بن لادن ، الذي كان العقل المدبر لهجمات 11 سبتمبر 2001 الإرهابية على الولايات المتحدة ، في غارة أمريكية في باكستان في مايو 2011.