كاتبة وأيقونة نسائية اشتهرت في النصف الأول من القرن الماضي وذاع صيتها أكثر بسبب وقوع العديد من الأدباء في حبها.. إنها مي زيادة، أو "فراشة الأدب" كما كانت تُلقب.
في مثل هذا اليوم، 17 أكتوبر، عام 1941، رحلت مي زيادة عن عمر ناهز 55 سنة، وهي فلسطينية- لبنانية، كانت من رائدات الحركة النسائية في مصر والعالم العربي وعُرفت بثقافتها وإتقانها العديد من اللغات، وانفتاحها على المجتمع.
اقرأ أيضًا: لأول مرة بالتاريخ.. حيوانات في طريقها إلى سطح القمر
ولأنها أيقونة نسائية كما ذكرنا، فإن كلام مي زيادة يكون مهما أكثر إذا تناول حياة المرأة، لذلك فإننا سنستعيد هنا نصائحها للفتيات، في كلمة ألقتها أمام جميعة "فتاة مصر الفتاة"، كانت تحت عنوان "غاية الحياة".
في البداية تتحدث "مي" عن مفهوم السعادة وكيف انها غاية الجميع، لكن السبيل إليها مختلف باختلاف الطبائع، وتشدد على ضرورة أن يسعى لها الإنسان بكل ما أوتي من قوة.
ثم تركز الأديبة الراحلة كلامها على السيدات، وتوجه لهن عدة نصائح. تقول: "على المرأة أن تكون جميلة أنيقة دمثة لينة متعلمة قوية الجسم والنفس ماضية العزيمة. عليها أن تصون ذاتيتها الفردية، بينما هي تصطبغ بصبغة محيطها وتراعي ميوله لتحفظ توازن السرور والانشراح في البيت الذي يحبها وتخبه".
بعد الكلام عن مظهر المرأة وتعليمها وروحها القوية، تتحدث عن قيمة مهمة هي العمل، قائلة: "لتعمل المرأة أي عمل ينتظر يدا تقوم به، وكل عمل تشعر من نفسها بميل جدي إليه، وسواء كانت مشتغلة لتعيش أو لتلهو".
وتوضح: "لا فرق بين نوع العمل من علم وفن وخياطة وتطريز وتدبير منزل أو بيع في المخازن، فالأمر الجوهري هو الاجتهاد، ووضع قلبها وفكرها في ما تعمله لتتقنه وتكبر به مهما كان...".
اقرأ أيضًا: شكره عليها في خطاب رئاسي.. قصة 4 كلمات لـ يوسف وهبي أعجبت السادات
نقطة مهمة أخرى تشير إليها مي زيادة قائلة "إذا أحبت المرأة ذاتها حبا رشيدا كانت لنفسها أبا وأما وأختا وصديقا ومرشدة". موضحة أنها إذا فعلت ذلك "ضمنت استقلالها بكفالة عيشتها؛ لان الأهل الذين تتكل عليهم قد يموتون، وللإخوة والأخوات عائلاتهم وسبلهم في الحياة، والأصدقاء يتغيرون وينسون، والثروة الطائلة قد تذهب هباء، أما هي فلا تخون ذاتها ولا تنسى ولا تفقد ذاتها".