لن يغفل أحد عن محاولات التضليل والتمثيلية الهزلية، التي حاول من خلالها أردوغان اعتقال أغلب جنرالاته وقيادات جيشه والزج بهم داخل السجون، ما جعل المشهد السياسي داخل تركيا مضطرب.
تحولت تركيا إلى نظام رئاسي يهيمن عليه رجلا واحدا يبطش بمعارضيه، ويواصل سلسلة القمع للمؤسسة العسكرية، بجانب سن القوانين القمعية التي تكمم الأفواه داخل تركيا، فراح أردوغان يبسط ذراع ظلمه ويعتقل نحو 100 من العسكريين يشتبه في صلتهم بالمعارض فتح الله جولن.
في الوقت الذي أكد فيه جولن عدم تورطه في محاولة الانقلاب التي أسفرت عن مقتل 250 شخصا، نفذت الشرطة التركية عملياتها، واستهدفت من خلالها أنصار جولن منذ محاولة ما يسمى بالانقلاب.
وأكد مكتب النائب العام في اسطنبول، أنه أمر بالقبض على 50 مشتبها بهم، منهم 6 ضباط وبقيتهم طلاب أكاديمية عسكرية تم فصلهم بعد محاولة الانقلاب، على خلفية تحقيق بشأن من هم على صلة بجولن داخل الجيش، وذكر البيان أن هذه العملية التي شملت 16 إقليما، ركزت على اتصالات عبر غرف هواتف عمومية.
وكانت وسائل إعلام رسمية تركية، قالت إن مدعين أتراك أصدروا مذكرات اعتقال بحق 70 شخصا بينهم 58 جنديا في الخدمة في تحقيق يستهدف مؤيدي المعارض التركي جولن المتهم بتدبير محاولة الانقلاب في يوليو 2016.
وأبدت جماعات حقوقية وحلفاء غربيون لتركيا قلقهم إزاء حجم عملية القمع، وقالوا إن أردوغان يتخذ محاولة تحركات الجيش ذريعة لكبح المعارضة، لكن الحكومة تقول إن الإجراءات الأمنية لازمة بسبب فداحة التهديد الذي تواجهه تركيا.
وبسبب التنكيل والاعتقالات التعسفية بحق المعارضة والعسكريين فر الكثير منهم خلال العامين الماضيين إلى بلدان أوروبية عقب محاولة الجيش الإطاحة بأردوغان، ومنذ يوليو 2016 بدأ النظام حملة تطهير للمعارضة داخل وخارج تركيا، وتم على إثرها مؤخرا فصل 7 آلاف ضابط و150 لواء من الخدمة في الجيش.
ولم يقف التنكيل بالجيش التركى على يد نظام أردوغان عند الإقصاء من المؤسسة العسكرية، بل امتد إلى عملية اعتقالات تعسفية لم تتوقف على مدار العام الماضي، حيث اعتقل النظام 50 ألفا و510 أشخاص من بينهم 169 برتبة جنرال و7 آلاف برتبة عقيد و8 آلاف و815 فرد أمن، بالإضافة إلى 24 واليا و73 نائبا و116 محافظا و2431 قاضيا ومدعيا عاما.
فيما تسجل يوميا حالات من انتهاك حقوق الصحفيين، وقمع نشطاء ينددون بالانتهاك بحق الصحافة، والسجن مأوى كل من تسول له نفسه بانتقاد النظام، بتهم الدعاية الإرهابية، يحاول النظام غسل سمعته عبر تكريم صحفيين في يوم الصحافة بتركيا.