مثلما يسجل السلاح في الحرب الانتصارات العسكرية، فإن هناك سلاحا آخر يتولى مهمة تسجيل كل هذا في الكتب، كي يحفظ للأجيال التالية قصة ما حدث.
وبمناسبة الذكرى 46 لـحرب أكتوبر المجيدة، تستعرض "بلدنا اليوم" في السطور التالية، 5 كتب يجب أن تقرأها عن معركة العبور.
على خط النار "يوميات حرب أكتوبر".. جمال الغيطاني
طوال 5 سنوات، منذ 1969 إلى 1974، عمل الأديب الراحل جمال الغيطاني مراسلا حربيا على جبهة القتال لصالح مؤسسة "أخبار اليوم".
وسط المقاتلين، كان "الغيطاني" يسجل يوميات الحرب بلغة أدبية تجمع بين الدقة والعذوبة، ويرسلها إلى "الأخبار"، لتحظى باهتمام وإعجاب القراء، لدرجة أن الرئيس الراحل عبد الناصر أشاد بمراسلاته الحربية قائلا: "هذه هي الكتابة التي نريدها عن الحرب".
في هذا الكتاب، الصادر حديثها عن "كتاب اليوم"، لدينا ثلاثة فصول ليوميات الحرب، الأول بعنوان "ما بعد يونيو 1967"، ثم "مصريون على خط النار"، ويختمها بفصل "ملحمة العبور العظيم".
الكتاب شاهد على عظمة المصريين، جيشا وشعبا، ويضم بين دفتيه رسائل وتحقيقات وتقارير صحفية عن المعركة، ومعايشات ورصد لحياة أهلنا في القناة وفي سيناء، وصمودهم العظيم تحت القصف الإسرائيلي.
أكتوبر 1973"السلاح والسياسة".. محمد حسنين هيكل
هو الكتاب الذي قدمه الصحفي الراحل محمد حسنين هيكل عن معركة العبور، وصاحبه هو الرجل الذي كتب التوجيه الاستراتيجي للمعركة باسم الرئيس أنور السادات، القائد الأعلى للقوات المسلحة آنذاك، إلى المشير أحمد إسماعيل القائد العام.
يكمل الكتاب رباعية "هيكل" عن الحروب مصر، إذ بدأها بكتاب "أزمة السويس" واتبعه بكتاب "سنوات الغليان" ثم "الانفجار".
الكتاب يستعرض التحضير للمعركة، ساردا بالوثائق والتحليلات السياسية والعسكرية العميقة، كواليس الحرب وتراوح دفتها بين السلاح في أيدي المقاتلين والسياسية على طاولة المفاوضات.
حرب أكتوبر 1973.. مذكرات الجمسي
قبل معركة العبور، كان المشير محمد عبد الغني الجمسي هو رئيس هيئة عمليات القوات المسلحة برتبة "لواء"، وفي أثناء المعارك جرى ترقيته إلى رتبة فريق ليتولى رئاسة الأركان خلفا للفريق سعد الدين الشاذلي.
لذلك فإن هذا الكتاب يأتي من أحد قادة المعركة، الرجل الذي عُرف عنه أنه واضع الخطة التفصيلية لما قبل الحرب والمسماة بـ"كشكول الجمسي"، وفيها درس الظروف العسكرية والبيئية للمعركة، ما مهّد لاختيار التوقيت المناسب لساعة الصفر.
في الكتاب يربط "الجمسي" بين حرب 5 يونيو 1967 وبين حرب 6 أكتوبر 1973، إذ يرى أنهما لا ينفصلان، وأن أخطاء الأولى أفادت في وضع الخطة المناسبة لمعركة التحرير.
خلف خطوط العدو.. لواء أسامة المندوه
بينما كان الجنود المصريون رابضون على الضفة الغربية لقناة السويس، متأهبون للعبور، كان النقيب أسامة مندوه على رأس مجموعة استطلاع على بُعد نحو 100 كيلو شرق قناة السويس، خلف خطوط العدو.
في هذا الكتاب المهم، نقرأ تفاصيل بطولة مصرية على قدر كبير من الأهمية، إذ عملت مجموعة الاستطلاع بقيادة "مندوه" على مراقبة تحركات العدو الإسرائيلي، وإرسالها للقيادة غرب القناة، مستعينين بمساعدات بدو سيناء.
الكتاب يستعرض جهود مجموعة "مندوه" وكيف أفلتوا من محاولات القوات الإسرائيلية للإيقاع بهم، ثم عادوا للقاهرة سالمين، ليستقبلهم القائد العام، المشير أحمد إسماعيل، ويقلدهم أوسمة عسكرية رفيعة تقديرا لبطولاتهم.
حرب أكتوبر "دراسة ودروس".. الفريق أول محمد فوزي
مؤلف الكتاب هو واحد من القادة العسكريين المشهود لهم بالكفاءة، إذ ولاه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر قيادة القوات المسحلة عقب نكسة 1967، لتطوير القوات، والخروج بها من كابوس الهزيمة إلى حرب الاستنزاف.
يروي "فوزي" بالدراسة العسكرية المعمقة معارك حرب أكتوبر مع العدو الإسرائيلي من اليوم الأول، 6 أكتوبر، وحتى 10 من الشهر.
إنها شهادة عسكرية من خبير متمرس يشرح فيها أسرار التخطيط لمعركة العبور، وكيف أدارت القيادة المعارك، وخريطة مسرح العمليات.