تحدث جيرالد فيرستين، الخبير بمعهد الشرق الأوسط في واشنطن،عن الموضوعات المرتبطة بالتغيرات العولمية في المنطقة، قائلاً: " عندما تنظر للتغيرات الجغرافية السياسية في المنطقة، يجب أن ترى أن منظور الولايات المتحدة الأمريكية للشرق الأوسط تغير، وأن هذه المشكلة التي جاءت عن طريق الشعور أنه لا يمكن الاعتماد على أمريكا كلاعب أساسي في هذه المنطقة، ومنذ نهاية الحرب العالمية الثانية، إذا رأيت إلى 2003 وغزو العراق وتدخل الولايات المتحدة الأمريكية كشئ مهم جدا للسياسة الخارجية الأمريكية، لان الغزو فتح الباب لتقديم الديمقراطية في المنطقة، وإعادة تشكيل الشرق الأوسط في تخيلنا والذي كان مصدر رعب لنا، هذا التخيل سقط وأخفق، وأمريكا في 18 عام كانت في تدخل عسكري في أفغانستان، والعراق، وكان هناك شعور ولد بعد ردود الأفعال في المنطقة، وهى أمور تحدث عنها أوباما بأن هناك شعور بالجهاد لدى الأمريكيين".
ويعقد معهد الشرق الأوسط بواشنطن بالتعاون مع المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية مؤتمراً لمدة يوم واحد تحت عنوان مصر في شرق أوسط متغير" بمشاركة عدد كبير من الخبراء من مصر والولايات المتحدة وذلك علي هامش الاجتماعات الرفيعة المستوي للجمعية العامة بمدينة نيويورك
وأضاف: " في الأيام السابقة رأينا قدرة أمريكا على انتشار بعض قواتها، وترامب أمن المصادر الطبيعية والقدرة على تصدير النفط، لكن في واقع الأمر هناك اهتمام للاستجابة لهذه الإدارة من ناحية أنه إذا كان ترامب يريد الانسحاب، لكن هذا المنظور بان الانسحاب الكامل من المنطقة، هناك السعودية والإمارات ، وإذا لم تلعب أمريكا هذا الدور مرة أخرى عليهم اتخاذ المسئوليات بأنفسهم، في اليمن نجد إحساس أمريكى خاصة بين العامة أن التأكيد على الحل السياسي للصراع، وحل داخلي والتأكيد أن الدفاع الرئيسي والمشترك في الصراع اليمنى هو الصراع السعودي الإيراني، وفى واقع الأمر أن السعودية لن تستجيب لضغوط أمريكا وستستمر لما يعتبرونه أمر أمنى ومهم جدا لهم".
وتحدث الدكتور محمد كمال، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة عن أهم التغيرات الاستراتيجية التى شهدتها منطقة الشرق الأوسط في المرحلة الأخيرة وموقف مصر منها، وتراجع الاهتمام الأمريكي بمنطقة الشرق الأوسط وزيادة دور القوى الإقليمية كبديل للدور الأمريكي، وتراجع الاهتمام بالصراع العربي الإسرائيلي وزيادة الاهتمام بإيران، وزيادة أهمية مناطق جغرافية أخرى مثل شرق البحر المتوسط والبحر الأحمر كمناطق أصبحت مصدر للصراع، من ناحية ومصدر أيضا للتعاون بين الدول المختلفة.
وقال كمال، إن مصر تتعامل بحرص شديد مع هذه التغيرات الاقليمية وترفض التورط العسكرى فى اى من النزاعات الموجودة فى المنطقة، وتتبنى الحل السلمى القائم على استعادة الدولة ومؤسساتها المختلفة كاساس لحل عدد من الصراعات مثل سوريا وليبيا واليمن، مؤكداً ان مصر تسعى لعمل تحالفات وتعاون مع عدد من الدول العربية الشقيقة من اجل حل هذه الصراعات، وان هناك اهتمام مصرى كبير بشرق المتوسط والتعاون من اجل تطوير الغاز من أجل شعوب المنطقة، وقال أن مصر ايضا تشجع ان تكون هناك مبادرات من القوى الكبرى مثل امريكا وروسيا للمساهمة فى حل نزاعات المنطقة وعدم ترك النزاعات فقط للقوى الاقليمية ذات المصالح التى تتعارضص مع مصالح جموع جدول المنطقة.