أكد عبد الرافع درويش الخبير العسكري والاستراتيجي، أن تركيا تحاول الغلغلة بين الدول العربية، لإحياء حلم الدولة العثمانية الذي يعتبر أولى احلامها وأهمها منذ وصول رجب طيب أردوغان للحكم، لذلك تسعى أنقرة لبناء القواعد العسكرية، وهذا يأتي ضمن استراتيجيتها التوسعية، حيث تمتلك الآن فرصة لاستغلال الأوضاع الحرجة التي تمر بها المنطقة العربية لمد نفوذها.
وأضاف درويش، أن هذه الاستراتيجية التي وضعتها تركيا قبل أكثر من 10 سنوات، أضعفها سقوط جماعة الإخوان الإرهابية في مصر وهذا كشف أمرها أمام الدول العربية، ولذلك تعمل أنقرة لتعويض خسارتها الإستراتيجية في سقوط الجماعة الإرهابية عبر إنشاء قواعد عسكرية في المنطقة والأماكن التي تمر بها تجارتها مثل الصومال.
وأوضح الخبير العسكري، أن منطقة الشرق الأوسط في الفترة الحالية تشهد منافسة في بناء القواعد العسكرية، وهذه ظاهرة جديدة لم يكن لها وجود في العالم العربي حتى وقت قريب، حيث أن فتح دول الخليج وخاصة قطر لأراضيها للقواعد الأمريكية والتركية يزيد الموقف تعقيدا أكثر من محاولة حماية نفسها من أخطار تتوهمها، في الوقت الذي سمحت قطر لأنقرة بناء قاعدة عسكرية على أرضها، وذلك من أجل المصلحة وخدمة استراتيجيتها التي تنتهجها ضد الدول العربية، والتي تتفق فيها مع تركيا، حيث وفرت المال لأردوغان لزيادة التسليح، لكن في المقابل تستورد قطر كل شئ من تركيا فاصبح تبادل مصالح ومنافع، حيث استغل اردوغان حصار الدول العربية لقطر واستطاع أن يبني بها قاعدة عسكرية وبنفس الوقت يستنفع من المال والاقتصاد القطري أقصي ما يمكن.
وأضاف درويش، أن ما يفعله أردوغان بمحولة استبعاد الجيش عن تركيا، يعتبر نوع من الإهانه لبلاده، حيث لم يحظ بشأن بين الآخرين، وقضى على الكثير من مصالح تركيا ومواردها، وبهذه الاستراتيجية التي ينتهجها الرئيس التركي بإخراج الجيش خارج البلاد وتوريطه في عمليات عسكرية على الحدود وغيرها، تعجل من نهايته القريبة، نتيجة لأن القواعد العسكرية بالخارج سوف تستنزف الكثير من أموال تركيا، وفي ظل الظروف الاقتصادية التي تمر بها تركيا تضعها على بداية مرحله إفلاس علني، كما لم تستمر قطر في إمداد تركيا بالمال أكثر من ذلك، فحلم الدولة العثمانية مسيطر على عقولهم بتركيا وعقول كل من هم في ايديهم القرار بداية من أردوغان، الذي أصبح بداخله صراع يضعه في مهب الريح.