شارك آلاف المحتجين في مسيرات بواشنطن، مساء السبت، مع دخول المظاهرات في أنحاء الولايات المتحدة للتنديد بوفاة جورج فلويد (46 عاما) من أصول أفريقية خلال احتجازه يومها الثاني عشر كما تحرك مسؤولون لتقييد الأساليب التي تتبعها الشرطة.
وأفادت مراسلتنا بواشنطن بأن مطالب المتظاهرين تتلخص في تحقيق العدالة بتوجيه تهمة القتل من الدرجة الأولى لقاتل فلويد وتعديل قوانين الشرطة.
وأشعل مقتل فلويد احتجاجات ضد العنصرية ووحشية الشرطة في مختلف المدن الأميركية وبعض المدن حول العالم.
واحتشدت مجموعات من المحتجين حول المدينة قبل تجمعها قرب البيت الأبيض، وردد مئات المتظاهرين عبارات "ارفعوا أياديكم ولا تطلقوا النار!" و "نتظاهر من أجل الأمل وليس الكراهية" و "لا أستطيع التنفس".
وارتبطت آخر عبارة باحتجاجات في نيويورك عام 2014 عندما توفي إريك غارنر في مركز احتجاز للشرطة بعدما استخدم ضابط طريقة محظورة للضغط على رقبته، وغارنر وفلويد اسمان في قائمة طويلة من رجال ونساء من ذوي الأصول الأفريقية قتلهم ضباط.
وشارك آلاف من المحتجين في مظاهرات بأنحاء أوروبا وفي أستراليا ونظمت مظاهرات شارك فيها مئات في طوكيو وسول دعما للاحتجاجات في أميركا، فيما شهدت مدن ميامي وفيلادلفيا ونيويورك مظاهرات السبت أيضا.
وتبنت شخصيات سياسية بارزة من الحزب الديمقراطي في الولايات المتحدة دعوات وشعارات المتظاهرين، الذين أغضبهم موت فلويد على أيدي شرطة مينيابوليس، وطالبوا بإصلاحات في جهاز الشرطة وذلك مع استمرار التوتر في عدد من المدن الأميركية الكبرى
وفي العاصمة، حيث تبادلت رئيسة بلدية واشنطن، موريل باوزر، التصريحات الحادة مع الرئيس دونالد ترامب بشأن أسلوب تعامله الفظ أحيانا مع الاحتجاجات والمسيرات في المدينة، كُتب شعار (بلاك لايفز ماتر) أو "حياة السود مهمة" بأحرف صفراء عملاقة على أرض الشارع المؤدي للبيت الأبيض.
أما في مينيابوليس، حيث توفي فلويد فقد أيدت قيادات ديمقراطية في تصويت بالمدينة منع استخدام أسلوب تقييد المشتبه بهم باستخدام الركبة أو أوضاع الخنق، لكن الأمر يحتاج إلى موافقة قضائية قبل سريانه.
وقال حاكم كاليفورنيا، جافين نيوسوم، وهو ديمقراطي أيضا، إنه سيمنع وكالة تدريب قوات الشرطة في الولاية من تعليم أفرادها طريقة تقييد المشتبه بهم التي تعتمد على الضغط على الشريان السباتي في الرقبة.
كما قال آندرو كومو حاكم ولاية نيويورك إن على ولايته أن تقود المساعي، التي تستهدف إقرار إصلاحات تتضمن إتاحة الاطلاع على سجلات تأديب أفراد الشرطة وحظر وسائل التقييد بالخنق.
وأضاف كومو، وهو ديمقراطي أيضا، في بيان "موت السيد فلويد كان نقطة تحول. الناس يقولون كفى. يجب أن نتغير".
ووسط اتهامات في أنحاء البلاد باستخدام الشرطة القوة المفرطة خلال الاحتجاجات المستمرة، أمر قاض اتحادي شرطة مدينة دنفر بالكف عن استخدام الغاز المسيل للدموع والطلقات المطاطية وأدوات القوة الأخرى "الأقل فتكا" مثل قنابل الصوت ضد المحتجين في المدينة.
ويأتي القرار بعد دعوى قضائية أقامها محتجون. وقال متحدث باسم شرطة دنفر إن قوات الأمن ستلتزم بقرار القاضي.