نالت خطة فيسبوك الطموحة، لإطلاق عملتها الرقمية "ليبرا"، ترقب العالم لعملاق مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك بدعم من خبراء ومؤسسات مالية لمنافسة العملة الرقمية التي تسيطر على سوق العملات الإلكترونية "البيتكوين"، التي ظهرت في عام 2009 كأول عملة إلكترونية مشفرة، هذه الخطوة تثير مخاوف حقيقية بشأن الخصوصية والتعاملات النقدية، حيث يعتبر بعض المنتقدين أنها قد تكون أكثر أشكال الخطورة التي قد تعمد إليها عملاق التكنولوجيا الأميركية فيسبوك.
السياسات النقدية لليبرا، هل توصل زوكربيرج لهدف معين؟
حيث يرى الخبراء المالين في حالة غياب السياسات النقدية، سيتحكم ذلك في عدد عملات الليبرا التي تصنع أو تدمر، على عكس بيتكوين، فإن تكنولوجيا البلوك شين المتبعة في تصنيع عملات الليبرا والسياسات الأخرى التي تدعمها وتساعد على التحقق منها سوف تكون سرية، ما يعني أن استخدامها سيتطلب تصريحاً، واستثماراً بقيمة 10 ملايين دولار، ما يميزها عن غيرها من العملات الرقمية الأكثر شيوعاً.
كما يوجد العديد من الخبراء الذين يتشككون في نزاهة فيسبوك بالنظر إلى الأحداث الأخيرة الماضية التي تورطت فيها الشركة، وتورط بها أحد مؤسسيها مارك زوكربرج، لذا ما يقوله عن إن مهمته الرئيسية فيما يتعلق بعملة ليبرا هو تسهيل التعاملات المادية العالمية، وتأسيس بنية مالية لتمكين مليارات الناس، قد يكون غير صحيح وربما يسعى إلى استغلاله لتحقيق أهداف أخرى.
وقد شرح "مارك زوكربيرج" أهمية العملة الرقمية الجديدة والهدف منها، ونشر بياناً على صفحته الرسمية بموقع فيسبوك، أكد من خلالها أن مهمة "ليبرا" تتمثل في إنشاء بنية تحتية مالية عالمية بسيطة، تمكن مليارات الأشخاص حول العالم من الدفع باستخدام العملة الرقمية الجديدة مدعومة بتقنية بلوك شين وتهدف الخطة إلى إطلاق العملة الجديدة في عام 2020.
وأضاف زوكربيرج، أن تفعيل العمل بعملة ليبرا الرقمية سيكون بإمكانك الدفع عبر الهاتف المحمول، ولن تكون مُضطراً إلى حمل الأموال النقدية، أو دفع رسوم إضافية مقابل التحويلات، وهو أمر شديد الأهمية ويعود بالكثير من الفوائد على الأشخاص الذين لا يستطيعون الوصول إلى البنوك التقليدية أو الخدمات المالية، خاصة وأن هناك مليار شخص ليس لديهم حساب بنكي ولكن لديهم هاتف محمول.
ليبرا شكل جديد من أشكال التجسس؟
أصبح عدد مستخدمي فيسبوك حول العالم 2.4 مليار مستخدم، وجميعهم مستعدون لتقديم حياتهم ومعلوماتهم وبياناتهم الشخصية لفيسبوك يومياً وعن طيب خاطر، بحسب ما ذكر موقع ميل أونلاين البريطاني.
وأثار تاريخ فيسبوك في تسريب البيانات الشخصية للمستخدمين لأطراف ثالثة، وفضائحها الكبيرة مثل فضيحة كامبريدج أناليتيكا، انتقادات وشكوك من العاملين في المجال التكنولوجي.
فيما تعتمد رؤية فيسبوك لعملية إطلاق العملة الرقمية ليبرا، على أن المستخدمين سيشترون هذه العملة بأموالهم الحقيقية ثم ينفقونها على السلع والخدمات في عالم الإنترنت، وينبغي أن يكون إرسال ليبرا إلى المستخدمين عبر تطبيقات فيسبوك، مثل واتساب وفيسبوك ماسنجر، أمرا سهلا.
ستصل هذه العملية إلى مرحلة سيكون من الصعب العيش من دون حساب ليبرا، كما هو الأمر الأن من الصعب العيش بدون الفيسبوك، وعندما تصل إلى تلك المرحلة، وإلى جانب ما يتوافر من معلومات وبيانات قدمها المستخدمون لفيسبوك وتطبيقاتها، ستصبح الأمور أكثر خطورة، إذ سيضيف المستخدمون بياناتهم المالية هذه المرة إلى فيسبوك وشقيقاتها.
ولهذا السبب اعتبر المنتقدون للعملة الرقمية الجديدة من فيسبوك أنها أكبر أشكال التجسس وأكثرها خطورة.