أزمة جديدة تطرأ في الأفق بين وزارة الأوقاف والقائمين على مسجد الحسين من جهة، والقيادات السلفية من جهة آخرى، خاصة مع حلول ذكرى عاشوراء، أو ما يعرف بذكرى مقتل سيدنا الحسين رضي الله عنه، حفيد النبي محمد صلى الله وعليه وسلم، حيث يطالب قيادات سلفية بإيقاف الاحتفال بالذكرى داخل مسجد الحسين، وذهب بعضهم للمطالبة بإغلاق المسجد بشكل كامل، حيث يرون أن رأس الحسين غير متواجدة من الأساس داخل المسد حسبما يروج الناس منذ مئات السنين.
في الوقت ذاته، رأت قيادات أزهرية أن الاحتفال سنة مصرية منذ مئات السنين، وتأتي للاحتفال بذكرى هامة للشعب المصري والعالم الإسلامي، ولا يمكن إيقافها أو إغلاق مسجد الحسين كواحد من أكبر المساجد الإسلامية، وأهمها في داخل مصر وعاصمتها القاهرة.
رأس الحسين ليست في مصر
وفي هذا السياق، يقول سامح عبد الحميد، القيادي السلفي، رأس الحسين -رضي الله عنه- ليس موجودًا داخل الضريح المنسوب له في القاهرة ، فهو قُتل في كربلاء بالعراق عام 61 هجرية، والمسجد الذي في مصر تم بناؤه بعد مقتل الحسين بقرون سنة 549 هجرية ، بناه العُبيديون الذين يُقال لهم الفاطميون، وهم شيعة ، وقد كذبوا وزعموا أنهم حصلوا على رأس الحسين ودفنوها بالقرب من الجامع الأزهر مكان مسجد الحسين الحالي، والعجيب في الأمر الزعم بأن الحسين مدفون في عدة أماكن؛ مثل كربلاء، والنجف، والشام، ومصر.
وأضاف عبد الحميد خلال تدوينة على موقع التواصل الاجتماعي :"فيسبوك": يجب غلقه لمنع حدوث أي خروقات وفتن، وعلى الدولة أن تفرض قوات أمنية في محيط المسجد لضبط الأوضاع ولمنع نصب الخيام قبل أو يوم عاشوراء، لأن ذلك اليوم هو احتفال لنجاة موسى عليه السلام، والشيعة يُحولون عاشوراء لبكائية على مقتل الحسين رضي الله عنه، وقد استجابت لنا وزارة الأوقاف وأغلقت الضريح في الاحتفالات الماضية.
وأشار إلى :"فلا علاقة لعاشوراء بالحسين رضي الله عنه، والنبي صلى الله عليه وسلم احتفل هو والصحابة بصيام ذلك اليوم قبل مولد الحسين، لأنه يوم نجى الله فيه موسى عليه السلام، وما تقوم به الطرق الصوفية بعيد عن صحيح الدين، كما أن حديث الصوفية والشيعة بأن الحسين موجود في القاهرة غير صحيح، فيجب إزالة ضريح الحسين الموجود بالقاهرة، فليس به جسد الحسين، فهو قُتل فى كربلاء بالعراق، ولا يوجد بالمسجد رأس الحسين كما يكذب الشيعة، وهذا المسجد تم بناؤه بعد مقتل الحسين بمدة كبيرة، فما تقوله الصوفية والشيعة خزعبلات".
عاشوراء مصري إسلامي
وفي هذا السياق، يكشف الدكتور محمد الشرقاوي العالم الأزهري، أنه لا يمكن بأي حال من الأحوال إغلاق مساجد الله والمطالبة بذلك غريبًا على بعض الناس التي تدعي أنهم علماء في الدين، مشيرا إلى أن يجب تقنين الفتوى وعدم الآخذ بها إلى من خلال المختصين بالدعوى، من الجهات المسؤولة سواء في الأزهر الشريف أو وزارة الأوقاف ودار الإفتاء.
وأضاف الشرقاوي لـ"بلدنا اليوم" أن رأس الحسين موجودة في مصر منذ مئات السنين، وتم الفصل في هذه الأمور منذ سنين، ولا داعي لذكرها وتكرارها كل عام، خاصة وأنها إدعاءات لها أغراض بعينها، بينما تبقى الدولة المصرية مفتوحة لكافة العقائد والأديان وبلد الحرية والسلام، مشيرًا إلى أن احتفالات عاشوراء جزء من التراث الإسلامي وستظل متاحة في مصر بشكل عادي وطبيعي ومنظمة من قبل وزارة الأوقاف المصرية،؟ ولن يتمكن أحد من إثارة القلاقل حولها.