تشهد الساحة الحزبية والسياسية الآن حالة من الحراك السياسي بين الأحزاب بعضهم البعض، لحصول كلًا منهما على أكبر عدد من المقاعد في كافة الاستحقاقات الدستورية المقبلة، وذلك عقب إقرار البرلمان قانون مجلس الشيوخ ومجلس النواب، مستخدمين كافة أدوات الحرب المشروعة في المنافسة على الساحة، فضلا عن تشكيل لجان لاختيار المرشحين الأكفاء ممن تتوافر لهم فرص المنافسة والنجاح فى الانتخابات.
"لدينا من المرشحين والكوادر ممن لديهم الكفاءة الكاملة وحسن السمعة".. كلمات رددها المستشار بهاء أبو شقة، رئيس حزب الوفد، في كافة الأحاديث الصحفية والإعلامية ليؤكد للجميع أن الوفد هو الحزب السياسي الوحيد القادر على خوض انتخابات المحليات في إي توقيت، خاصة وأن عضويات الحزب تفوق أى حزب أخر، وكأنه لم يدرك أنه من الممكن أن تكون تلك التصريحات الجيدة والتي تكون في صالح الحزب من الدرجة الأولى، من الممكن أن تقلب وضع الوفد تمامًا راسًا على عقب، خاصة وأن الجميع يدرك حجم الازمات المادية التي يتعرض لها الحزب.
وبالرغم من ذلك إلا أن "أبو شقة" قام بتكليف اللجان النوعية للحزب بالمحافظات لتلقى طلبات الترشح لانتخابات المحليات ومجلس الشيوخ الفترة المقبلة، حيث بدأ الحزب استعداده لتلك الانتخابات منذ عدة أشهر.
دعوة مستترة لجمع التبرعات
الأمر الذي جعل المهندس ياسر قورة، المتحدث باسم جبهة تصحيح المسار، يعلن عدد من التصريحات التي تؤكد أن "أبو شقة" يدعو الأعضاء للترشح مقابل تبرعات مادية للحصول على المنصب، مؤكدًا أنه لا يوجد للحزب أي دور لهيئته البرلمانية، كما أنه يتعرض لشبه إفلاس في دورها الرقابي أو التشريعي.
كما تعجب "قورة" من دعوة الوفد للراغبين في الترشح للانتخابات و التي أطلقها الحزب مؤخرا واصفا اياها بانها لا تتعدى كونها محاولة مستترة لجمع التبرعات للكيان المثقل بالديون، متسائلا كيف يخسر الحزب أهم قياداته السياسية و البرلمانية في غضون عام ثم يجد القائمين عليه الشجاعة لدعوة أخرين للإنضمام.
الانقسامات لم تؤثر
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، وأنما خرج النائب محمد عبده، عضو الهيئة العليا لحزب الوفد، ليدافع عن بيت الأمة، قائلًا إن الانقسامات والصراعات الذي يتعرض لها الحزب لم تكن وليدة اللحظة ولكنها متواجدة منذ اللحظات الأولى لميلاده، وبالرغم من ذلك إلا أن الوفد لم يتأثر بذلك.
وأوضح "عبده"، في تصريح خاص لـ"بلدنا اليوم"، أن الصراعات والأزمات الحالية التي يفتعلها الأعضاء بسبب بحثهم لتحقيق المصالح الشخصية فقط، مطالبًا اجماع الوفدين على طاولة واحدة ليصطفون بجانب بعضهم البعض ليتم استعادة بيت الامة من جديد.
لم نتقاضى أموال من الحكومة
وأكد عضو الهيئة العليا لحزب الوفد، أن الجميع يدرك حجم الأزمات المادية التي يتعرض لها الحزب مؤخرًا، وبالرغم من ذلك إلا أنه لم يتقاضي أي مبالغ مادية من قبل الحكومة، وإنما قائم على تبرعات الأعضاء؛ ليس للحصول على مقاعد ومناصب كما يردد البعض وأنما بهدف عودة بيت الأمة بالشارع من جديد، وليكن هو المسيطر في خدمة المواطن بالشارع.
وأضاف أن الحزب جاهز لخوض أي انتخابات في أي وقت، خاصة وأن الوفد معروف عنه منذ تأسيسه أنه ماكينة جاهزة دائما لخوض أي انتخابات سواء محليات أو برلمان أو مجلس الشيوخ، ولديه الكوادر التي تؤهله للمنافسة بقوة في كل الدوائر الانتخابية.
وأكد أن الحزب لابد أن يغير دمائة بين الحين والأخر، لأنه اذا اعتمد على الكيانات القديمة سيختفي تمامًا من الساحة، مشيرًا إلي أن الحزب وضع شروطا لمن يرغب في الترشح بأسم الوفد وهي حسن السمعة ومدى قدرته على التواصل الجماهيري ومدى شعبيته في دائرته الانتخابية.
وأكد أن هذه الشروط هي من توفر للكادر المقاعد بالانتخابات، وليس من خلال التبرعات كما يردد البعض.
عضويات صورية لمن يدفع
ومن جانبه، أكد مصادر مطلعة داخل حزب الوفد، أن هناك عدد من التربيطات تجرى داخل الحزب استعدادًا للخوض بالاستحقاقات الدستورية المقبلة سواء المحليات والشيوخ ومجلس النواب، مشيرة إلى أن الحزب شهد في الأونة الأخيرة انضمام عدد من رجال وسيدات الأعمال ومحاميين، وذلك من خلال تبرعات للحزب ودفع كافة الاستحقاقات الانتخابية القادمة.
وبسؤاله عن عضوياتهم، أكد المصدر، في تصريح خاص لـ"بلدنا اليوم"، أنهم بالفعل يحصلون على العضويات ولكنها صورية الشكل حتى تمكنهم من خوض الانتخابات أمام الجميع.
يتهربون من دفع الاشتراكات السنوية
ومن جانبه، قال اللواء محمد إبراهيم، أحد المفصولين من حزب الوفد، أن الجميع يدرك أن الحزب خلال الأيام القليلة الماضية قام باستقطاب عدد من رجال الأعمال لتجديد دماء الوفدين، فضلًا عن حصول على عدد من مقاعد رفيعة المستوي داخل الحزب، بالرغم من أنهم لم يدركون أي شئ عن مبادئ وأهداف الحزب، ويأتي ذلك في إطار التبرعات المقدمه للكيان الحزبي.
وأوضح "إبراهيم"، في تصريح خاص لـ"بلدنا اليوم" أن مناصب مساعدين رئيس الحزب، مخالف دائمًا للائحة التنفيذية، ولكنها تم اختيارها ليتم تنصيب رجال الأعمال بها، مشيرًا إلي أن الأزمات المادية بالفعل تسيطر على الحزب، وبالرغم من ذلك إلا أن الأعضاء لم يدفعون الاشتراكات الخاصة بهم سنويًا.
وأضاف أحد المفصولين من الوفد، أنه كان هناك آليات أخرى للقضاء على تلك الأزمة، وذلك من خلال ارتفاع ثمن الاشتراكات أو ألزام الأعضاء بالدفع بشكل مستمر، ولكن المسشار بهاء أبو شقة أراد أن يتبع الطريق السهل في حل الأزمات.
مقعد الهيئة العليا للوفد بـ"2 مليون"
وأشار إلي أن تبرعات رجال الأعمال تصرف على أزمة وديون جريدة الوفد، والجزء الأخر بيتم صرفها على الحفلات الذي ينظمها الوفد، بهدف التصوير والدعايا ليس إلا، مؤكدًا أن منسقيين المناطق الجغرافية الحاليين للحزب كانوا يحصلون على مناصب أعضاء الهيئة العليا للحزب، كما أنه سيتم الإعلان عن ذلك رسميًا يوم السبت المقبل.
وأكد أن حزب الوفد يبيع مقعد الهيئة العليا للحزب بـ2 مليون جنيه، ولذلك بكل تأكيد مقاعد المحليات ومجلس النواب المقبل ستكون زيادة عن ذلك.