في ذات التوقيت ومن كل عام تقف البتول مريم.. أم النور وسيدة العالمين .. السيدة العذراء، بملابسها الزرقاء تضئ للجميع كسماء ثانية، يوحى وجها بالشفاعة وابتسامتها بالاستجابة، يتعلق بنظرتها الملايين، فهي لم ترد طلبًا ولن تقفل الباب في وجه أحد، ولن يخذل الله من طلب شفاعتها.
"العذراء".. السيدة المكرمة في المسيحية والتي يحتفي بها الإسلام، أم المسيح المخلص، الذي يتمنى الجميع أن يراها وينهال من بركاتها، وتحل علينا اليوم ذكرى مولد "أم النور"؛ ليحتفل بهم الأرثوذكس في جبل درنكة بأسيوط وكنيسة العذراء بمسطرد.
دير العذراء بدرنكة
في الساعات الصباحية من يوم 21 أغسطس من كل عام، يذهب الإخوة الأقباط لدير السيدة العذراء بجبل درنكة بأسيوط، للاحتفال بمولدها، كما أن الدير يحمل الكثير من الذكريات وتعود أهميته إلى مجيء العائلة المقدسة لأسيوط، حيث قدمت السيدة مريم العذراء وسيدنا عيسى عليه السلام وهو طفل صغير وبصحبة القديس يوسف النجار.
ويأتي ذلك بعدما أن تركت العائلة المقدسة فلسطين وطنها واتجهت نحو البلاد المصرية، ومنها إلى صعيد مصر حتى مدينة أسيوط، ثم إلى جبلها الغربي، حيث المغارة المعروفة التي حلت بها العائلة المقدسة.
وتعد كنيسة السيدة العذراء من أهم المعالم الأثرية فى مصر ومن ضمن الشواهد على رحلة العائلة المقدسة من بين 25 مساراً يمتد لمسافة ٢٠٠٠ كيلومتر بداية من سيناء حتى دير درنكة فى أسيوط، وكنيسة السيدة العذراء بمسطرد.
كنيسة العذراء بمسطرد
أما عن احتفال الأقباط بمولد السيدة العذراء بكنيسة "العذراء بمسطرد"، ترجع لخصوصية الأحداث التاريخية ورحلة العائلة المقدسة بها، وتأسست هذه الكنيسة في القرن الثاني عشر الميلادي.
مظاهر الاحتفال بمولد أم النور
وتبدأ مراسم الاحتفال بأسيوط بخروج الشمامسة من كنيسة المغارة، حاملين أيقونة كبيرة للسيدة العذراء، وأمامهم أطفال يلبسون ملابس الشمامسة البيضاء، حيث يزور آلاف المسيحيين والمسلمين الدير، وكنيسة المغارة الموجودة فى قلب الجبل، خلال احتفالية "مولد العذراء" التى يحضرها العديد من الجنسيات الآخرى، وتساهم فى تنشيط السياحة الدينية.
أما في مسطرد فتقام للعذراء الموالد ولأجلها تصوم الكنيسة ويمتنع الأقباط عن تناول اللحوم خمسة عشر يومًا، وتقيم الكنائس لأجلها الصلوات، قداسات صباحية، وصلوات عشية وبينهما أناجيل وتسبحة لا تتوقف، كل يمجد العذراء ويمدحها بالترانين.
وفي يوم مولدها يتناول المشاركون في الاحتفالات الحمص والحلوى، ويتهاتف الأطفال للاحتفال بالمولد، ويتطرقون لرسم الصلبان.