يعمد الكثيرون إلى التقاط الصور اليومية على هواتفهم الذكية، لتخليد اللحظات الهامة في حياتهم وصناعة ذكرياتهم الخاصة عن طريقها حتى تظل محفوظة لآخر العمر، وهو ما يشكّل أهمية خاصة لآلة التصوير التي يحتفل العالم اليوم بالذكرى الـ180 على اختراعها، في اليوم العالمي للتصوير.
"أول مصورة عربية"
تعد كريمة عبود، أول مصورة فوتوغرافية فلسطينية، وبحسب بعض المؤرخين، أول مصورة فوتوغرافية في العالم العربي.
عرفت عالم التصوير لأول مرة، بعد أن أهداها والدها أولى كاميراتها الخاصة عندما كانت بعمر الـ17 عاماً، في عام 1913، وبدأت تتعلم حرفة التصوير الفوتوغرافية عند مصور أرمني في القدس، وبدأت من وقتها توثيق كل ما تلتقطه عينها من مشاهد طبيعية وبيوت عتيقة ووجوه وشوارع.
وافتتحت "عبود"، ستوديو تصوير للعائلات في مدينة بيت لحم، وكان أول استوديو تفتتحه سيدة وهو ما جعل كثير من العائلات وتحديداً النساء الفلسطينيات يُقبلن عليها بشكل كبير، فتمكنت من مزاحمة الرجال في مجال كانوا يحتكرونه.
عندما توفيت كريمة عبود خلال العام 1940، تركت وراءها إرثاً كبيراً من أعمالها الفوتوغرافية المختلفة، إلا أنها اختفت لعقود طويلة من الزمن، وظل الحال على ما هو عليه حتى العام 2006، عندما تم الإعلان عن وجود عدد من ألبوماتها لدى جامع تحف ليس فلسطينياً يعيش في القدس، وفي عام 2013، تم نشر اعملها والألبومات النادرة بكتاب حمل عنوان "كريمة عبود: رائدة التصوير النسوي في فلسطين".
"اختراع الكاميرا"
بدأ الأمر، حينما كانت فكرة التصوير هاجس مستمر لدى "لويس داجير"، وكونه عالم وكيميائي، أجرى العديد من الإختبارات للوصول إلى هدفه لكن معظمها باءت بالفشل، حتى التقى بـ"جوزيف نيبس"، عام 1872 الذي كان يشاركه الشغف نفسه، والذي لديه عدة محاولات سابقة لاختراع الكاميرا.
قرر الفرنسيان أن يتعاونا في هذا الأمر، وحققا تقدماً كبيراً بالوصول إلى هدفهما، إلى أنه في العام 1833 توفي "نيبس"، ما جعل "داجير" يكمل ما عملا عليه منفرداً، حتى تمكن عام 1839، عندما أعلن عن اختراعه لما يُعرف بـ"نظام داجير"، أو الـ"داجيروتيب"، وهو أول نوع للتصوير الفوتوغرافي على الإطلاق، إلاّ أن الفنان والكيميائي الفرنسي لم يُسجل براءة اختراعه، حتى قامت الحكومة الفرنسية بشراء براءة الاختراع منه.
وتم الإعلان عنه بشكل رسمي في أغسطس من العام ذاته، وأطلقت عليه اسم "الهدية التي كانت مجانية للعالم"، كما أنه تم اعتبار "داجير" بطلاً قومي وأقيم له نصب تذكاري على قبره بمنطقة قريبة من العاصمة الفرنسية باريس.
وفي عام 2010، تم الإعلان عن الاحتفال باليوم العالمي للتصوير لأول مرة، في 19 أغسطس اليوم الذي أعلن رسميًا عن اختراع "داجير"، ومنذ ذلك الحين، يتم الاحتفال من خلال إقامة ورش العمل الخاصة بالتصوير، وتنظيم المسابقات والمعارض ورحلات التصوير في كل مكان، كفن يعتبر وسيلة للتوثيق.