شهدت الأيام الماضية تنافس شديد داخل دور العرض السينمائية، بين خمس أفلام يقدمها نجوم السينما المصرية، والأفلام هي "ولاد رزق 2"، و"الفيل الأزرق 2"، و"الكنز 2"، و"خيال مآتة"، و"انت حبيبي وبس"، وتقدم لكم جريدة "بلدنا اليوم" تحليل مفصل يكشف كواليس تنافس تلك الأفلام في سباق عيد الأضحى الماضي.
سينرجي تخرج من أزمة تشتيت الجمهور
استطاعت شركة "سينرجي فيلم" للإنتاج الفني أن تخرج من أزمة تحطيم الإيرادات بطريقة ذكية، بعد أن شاركت في سباق عيد الأضحى بفلمين وهما "الفيل الأزرق 2" و "ولاد رزق 2"، حيث كان من المتوقع أن يشتت الجمهور، بسبب احتواء كلا الفيلمين على عدد كبير من الأبطال الذين يمتلكون قاعدة جماهيرية كبيرة، ولكن شركة سينرجي تعاملت مع الموقف بخطة شبيهه لخطط لعبة الشطرنج التي تعتمد على الذكاء الشديد.
فطرحت شركة سينرجي فيلم "الفيل الأزرق 2" قبل تنافس عيد الأضحى بأسبوعين، بعد أن دشنت الشركة حملة إعلانية ضخمة للفيلم، وحقق الفيلم مبلغ مالي من الإيرادات قدره 45 مليون جنيه في أسبوعين فقط، وكان الغرض طرح الفيلم في ذلك التوقيت، هو ترك مساحة كبيرة لفيلم "ولاد رزق 2" في تحقيق أعلى الإيرادات خلال موسم عيد الأضحى، حيث حقق الفيلم 49 مليون جنيه، وهذا لكي تتفادى شركة الأنتاج بطرح الفليمين في نفس التوقيت مما يتسبب في تشتيت الجمهور، وكان سينتج عن ذلك تحطيم إيرادات الفيلمين وسوف تخسر الشركة نتيجة لذلك التصرف، ولكن طرح الفيلمين في توقيتات مختلفة جعل الشركة تخرج بأكبر عدد من الإيرادات وتستحوذ على المنافسة، بسبب جودة الإدارة والتسويق التي تمتلكها الشركة.
سبب نجاح ولاد رزق 2
يرجع سبب نجاح فيلم ولاد رزق 2 في موسم عيد الأضحى لعدة عناصر مشتركة، والعنصر الأول هو ترك مساحة للفيلم بسبب عرض "الفيل الأزرق 2" قبل ماراثون المنافسة، ويرجع العنصر الثاني لذكاء أبطال العمل، ولا سيما أن جميع أبطال العمل من أول أحمد عز وحتى أحمد داوود أصبحوا نجوم شباك، ويستطيع كل منهم أن يقدم بطولة مطلقة لعمل سينمائي جديد، ولكن هؤلاء النجوم تكاتفوا ولم يتعالوا أو ينسحب أي أحد منهم عندما عرض عليهم فكرة تقديم جزء ثاني من العمل، ولهذا لاقى الجزء الثاني نجاح أكبر من الجزء الأول، لأن المشاهد وجد في فيلم "ولاد رزق 2"، نفس تركيبة الجزء الأول التي حبها، ولكن بفنيات وجودة تمثيلية أعلى من الجزء الأول.
ويرجع العنصر الأخير إلى الأكشن، حيث أن تركيبة فيلم "ولاد رزق 2" هي مزيج من الأكشن والكوميديا، وكما شاهدنا في تنافس العيد، الأكشن سبق الكوميديا في الوصول لقلب الجمهور، ورغم أن الفيلم يصنف أكشن، ولكنه يحتوى على مشاهد كثيرة تحمل الأكشن والكوميديا سوياً، لذالك تسابق الجمهور على حجز تذاكر الفيلم.
لماذا أصبح التنافس شديد القوة؟
أصبحنا نشاهد في السنوات الماضية، أفلام ضخمة سواء في الإنتاج، أو طريقة الإخراج، أو جودة الصورة التي يتلقاها المشاهد ، ولا سيما أن قبل الثلاث سنوات الماضية كنا دائماً نشاهد في الأعياد عدد من الأفلام التجارية التي تبحث عن الربح، ولكن خلال الثلاث سنوات الماضية اتجهت شركات الإنتاج لتقديم أعمال سينمائية، تحاول أن تلفت بها أنظار الغرب، وشاهدنا ذلك بعد أن شارك عدد من نجوم الغرب في بعض الأفلام العربية، حيث دائماً تبحث شركات الإنتاج خلال تلك الفترة على المادة الأدبية الضخمة والمكثفة التي تشبع بها رغبات الجمهور مثل فيلم "الفيل الأزرق 2" و"الكنز 2"، فأصبح التنافس قوي لعدة عناصر قامت شركات الإنتاج بتسليط الضوء عليها، ألا وهي أن هناك فئة من الجمهور تشاهد الفيلم بسبب اسم المخرج الذي قام بإخراجه، وفئة أخرى تشاهد الفيلم بسبب اسم الأبطال التي توضع على الأفيش، وفئة ثالثة تشاهد الفيلم بسبب اسم المؤلف الذي يشبعهم بمادة أدبية دسمة، كل هذا العناصر جعلت التنافس شديد القوة وجذبت الجمهور لدور العرض.
حقيقة إيرادات افلام العيد
دائماً يعتقد الجمهور وبعض شركات الإنتاج، أن تحقيق الأفلام إيرادات عالية في أسبوع العيد يعد نجاح العمل، ولكن هذا مفهوم خاطئ، لأن هناك أفلام تحقق إيرادات عالية في أسبوع العيد فقط، وبعد انتهاء العيد تخرج من المنافسة، وهناك أفلام أخرى تحقق إيرادات عالية داخل أسبوع العيد ومع انتهائه أيضاً، وشهدنا ذلك في فيلم "الممر" وفيلم "كازبلانكا"، فإن الأفلام التي تحقق إيرادات عالية بأسبوع العيد وتخرج من المنافسة مع انتهاء العيد لا تعد ناجحة، في الأفلام التي تستمر بعد العيد هي التي تعد ناجحة.