تحول وقائع التصنت التي ارتبطت على مدار التاريخ بالأجهزة الأمنية الدولية، إلى هاجس حقيقي للمواطنين من مختلف انحاء العالم، وذلك لتزايد حالات تنصت الأجهزة الإلكترونية على حياة مستخدميها، وهو الأمر الذي ظهر اليوم مع اعتراف شركة فيسبوك أكبر شركة لمواقع التواصل الاجتماعي في العالم بالتنصت على مكالمات المستخدمين في الفترة الأخيرة عن طريق توكيل موظفين لذلك ليتفهموا على اللغة الخاصة بكل منطقة.
وحسب "بلومبرج"، أكد مصدر من "فيس بوك" أنّ الشركة توقفت عن هذه الممارسة قبل أسبوع، بينما قال بيان "فيس بوك" الذي نقلته الوكالة: "تماما مثل أبل وجوجل، أوقفنا المراجعة البشرية للصوت قبل أكثر من أسبوع".
وذكرت "بلومبرج" أنّ المتعاقدين الذين يعملون في المشروع أبدوا انزعاجهم من الاستماع إلى الدردشات الخاصة، التي لم يتم الكشف عن هويات أصحابها، بسبب تضمنها محتوى بذيء أحيانا، وأضافت الوكالة أن المتعاقدين لم يتم إبلاغهم بالسبب وراء قيامهم بعمليات نسخ الدردشات.
حادث "فيس بوك" بالتنصت على محادثات المستخدمين الصوتية، لم تمكن الأولى لشركات التكنولوجيا والمحمول، إذ سبقتها شركة آبل عملاق صناعة الهواتف المحمولة الأمريكية، والتي تنصتت على مكالمات صوتية لمستخدمي أجهزتها المحمولة الأمر الذي تسبب في حالة من الجدل الكبير بين شريحة واسعة من دول العالم.
الفضيحة التي هزت أركان شركة المحمول العالمية، كشفتها صحيفة "الجارديان" البريطانية، التي أوضحت أن تطبيق سيري على محمولات الشركة يقوم بالتنصت على المكالمات الجنسية التي يجريها المستخدمين من خلال الهواتف، و أن موظفي شركة أبل Apple الأمريكية يستمعون بانتظام المعلومات الشخصية الصادرة من المساعد الشخصي "سيري".
الأمر نفسه دفع الشركة إلى إصدار بيان عاجل قالت فيه:" إن هذه التسجيلات الخاصة لا يربطها المتعاونون معها بأسماء مستخدمين محددين، وأنه يتم دراستها داخل منشآت آمنة ملزمة بمتطلبات سرية صارمة، وهو الأمر الذي لم يرضي المستخدمين واعتبروا أن محادثتهم في محل خطر.
شركة تويتر نفسها صاحبة موقع التغريدات القصيرة لم تكن بعيدة عن نفس الأزمة، حيث نشرت صحف بريطانية تقارير تفيد بقيام الشركة بإيفاد بيانات مستخدميها للحكومات الغربية وخصوصا الولايات المتحدة الأمريكية، والتي اعتمدت بشكل كبير على الموقع في تحديد موقع زعيم تنظيم القاعدة السابق أسامة بن لادن، وقامت بغلق صفحته على الموقع بعد وصوله إلى 30 ألف متابع.