كُتبت اليوم الثلاثاء، نهاية رجل الأعمال المصري، حسين سالم، الذي آثار جدلًا واسعًا على مدار السنوات الماضية، بسبب علاقته القوية مع الرئيس المصري الأسبق، محمد حُسنى مبارك، وذلك في العاصمة الأسبانية مدريد، عن عمر ينهاز 86 عامًا.
عُرف سالم خلال الفترة التي تربع فيها حسني مبارك على عرش مصر، بأبرز رجل أعمال في المنطقة، حيث تم اتهامه في العديد من القضايا المالية، والإدارية وقضايا الفساد واستغلال ثروات البلد، والأمر الذي دفع سالم للهروب خارج مصر والاستقرار في أسبانيا، عقب إسقاط مبارك من الحكم، إذ ظل مطاردًا خارج البلاد حتى التصالح معه في القضايا التي اتهم فيها.
حسين سالم رجل الأعمال الأشهر في عصر مبارك، ولد في نوفمبر عام 1933، حيث أنشأ العديد من المشاريع والاستثمارات في السياحة والطاقة بمصر، كما تولى رئاسة مجلس الإدارة لمجموعة شركات HKS، وهي شركة ضيافة تقوم بتشغيل المنتجع في شرم الشيخ.
ونال سالم شهرة واسعة في فترة الثمانينيات والتسعينيات، حيث أنشأ العديد من المنتجعات السياحية، كما أنه شريك في ملكية شركة غاز شرق المتوسط المصرية (EMG).
أمَّا عن قضايا الفساد بدأت مع سالم تطفو على السطح في مجلس الشعب عن طريق استجواب تقدم به النائب المعارض محمد عبد العليم داود قبل ثورة يناير، يشير فيه إلى فساد شركة غاز شرق المتوسط التي يمتلكها سالم في استغلال ثروات البلاد، وتصدير الغاز المصري لإسرائيل بأثمان بخسة.
وعقب اتهامه في أكثر من قضية بالفساد، هرب سالم إلى خاج البلا د، بعد القبض على الكثير من الرموز في نظام الرئيس الأسبق حسني مبارك، بعد أحداث يناير في عام2011 وتم إلقاء القبض عليه من قبل الإنتربول الدولي في إسبانيا في يونيو من نفس العام، إلا أنه تم الإفراج عنه بعد يومين بكفالة مالية قدرها 27 مليون يورو، ليظل 6 سنوات، حتى تم التصالح مع الدولة في أكبر صفقة في تاريخ البلاد عام 2016 نظير تنازله وأسرته عن 21 أصلاً من الأصول المملوكة لهم لصالح الدولة بقيمة قرابة 6 مليارات جنيه ”345 مليون دولار“، والتي تمثل 75% من إجمالي ممتلكاتهم داخل مصر وخارجها.
هبطت طائرة سالم في يوليو من العام قبل الماضي، بمطار القاهرة الدولي، قادمًا من إسبانيا، على متن رحلة "مصر للطيران" القادمة من مدريد، بعد هروبه من مصر منذ 6 سنوات، ليدخل البلاد لأول مرة دون قضايا مسجلة ضده.
ولقب حسين سالم بالعديد من الألقاب منها "إمبراطور الأعمال"، و"الصندوق الأسود لحسني مبارك" و"الرجل الغامض"، إلى جانب بعض الألقاب الأخرى التي ارتبطت به بحكم علاقته الوطيدة بحسني مبارك.