ورد إلى مجمع البحوث الإسلامية، سؤال عبر الصفحة الرسمية على موقع الفيس بوك نصه: "أنا مصري مقيم في دولة عربية وكنت قد اشتركت مع ثلاثة أشخاص على أضحية بقريتي بمصر وهم يسبقونا في صلاة العيد فلو صلوا وذبحوا يكونوا قد ذبحوا عنى قبل أن أصلى فهل أكون بذلك قد ذبحت قبل أن أصلى؟".
وأفادت لجنة مجمع البحوث الإسلامية، بأن الْمُعْتَبَرُ مَكَانُ الأُضْحِيَّةَ لا مَكَانُ مَنْ عَلَيْهِ. ولذا إن وكلت غيرك بالذبح عنك فالمعتبر مكانه أي مكان الذبيحة لا مكانك أنت، ويجزئ فعلهم عنك على مواقيت إقامة الشريك الذابح ذبحه، حتى وإن سبق ذبحهم للأضحية صلاتك للعيد.
قال الكاساني الحنفي رحمه الله: فَإِنْ كَانَ هُوَ فِي الْمِصْرِ وَالشَّاةُ فِي الرُّسْتَاقِ أَوْ فِي مَوْضِعٍ لا يُصَلَّى فِيهِ وَقَدْ كَانَ أَمَرَ أَنْ يُضَحُّوا عَنْهُ فَضَحَّوْا بِهَا بَعْدَ طُلُوعِ الْفَجْرِ قَبْلَ صَلاةِ الْعِيدِ فَإِنَّهَا تُجْزِيهِ، وَعَلَى عَكْسِهِ لَوْ كَانَ هُوَ فِي الرُّسْتَاقِ وَالشَّاةُ فِي الْمِصْرِ وَقَدْ أَمَرَ مَنْ يُضَحِّي عَنْهُ فَضَحَّوْا بِهَا قَبْلَ صَلاةِ الْعِيدِ فَإِنَّهَا لا تُجْزِيهِ وَإِنَّمَا يُعْتَبَرُ فِي هَذَا مَكَانُ الشَّاةِ لا مَكَانُ مَنْ عَلَيْهِ، هَكَذَا ذَكَرَ مُحَمَّدٌ - عَلَيْهِ الرَّحْمَةُ - فِي النَّوَادِرِ وَقَالَ : إنَّمَا أَنْظُرُ إلَى مَحَلِّ الذَّبْحِ وَلا أَنْظُرُ إلَى مَوْضِعِ الْمَذْبُوحِ عَنْهُ , وَهَكَذَا رَوَى الْحَسَنُ عَنْ أَبِي يُوسُفَ رحمه الله : يُعْتَبَرُ الْمَكَانُ الَّذِي يَكُونُ فِيهِ الذَّبْحُ وَلا يُعْتَبَرُ الْمَكَانُ الَّذِي يَكُونُ فِيهِ الْمَذْبُوحُ عَنْهُ، وَإِنَّمَا كَانَ كَذَلِكَ، لأَنَّ الذَّبْحَ هُوَ الْقُرْبَةُ فَيُعْتَبَرُ مَكَانُ فِعْلِهَا لا مَكَانُ الْمَفْعُولِ عَنْهُ .