أيام قليلة تفصلنا عن عيد الأضحى، وتهل علينا ساعات الفرح التي تشرئب فيها الأنفس من محطات عناء العمل والشقاء، ويغتنموها الأطفال في اللهو والعب والمرح.
يزهو الأطفال في أيام العيد بالملابس الجديدة، ذات الألوان المزرقشة، في النوادي وتجمعات الأهالي، ويستغل التجار تلك الفرحة بـ"بيزنس الألعاب النارية" التي تنتشر خصيصًَا في تلك الفترة.
وسيلة للتربح
خلال أيام العيد تزدهر تجارة الألعاب النارية، حيث يعتبرها المواطنون وسيلة للتربح المادي الذي يجني من وراءه الكثير، متناسين خطورة تلك الألعاب النارية المهربة، والتي تحذر الدولة فيها من تداولها.
ضبط المتهربين
وفي هذا الصدد، تعكف أجهزة الأمن على ضبط المهربين، فمنذ شهر تم ضبط 20 ألف طن ألعاب نارية المهربة عبر ميناء الدخيلة في الإسكندرية، وأعلنت جمارك الإسكندرية إحباط تهريب 1978 كرتونة ألعاب نارية بما يعادل 36 طنًا قبل تداولها في الأسواق، واكتشفت جمارك سفاجا وجود 210 آلاف قطعة ألعاب نارية مخبأة داخل كراتين خاصة بأحد الركاب.
خبراء السلامة المهنية
قال جمعة سلامة، خبير بمجال الصحة والسلامة المهنية، لابد من توخي الحذر وأخذ الاحتياطات الضرورية من اللعب بتلك الألعاب النارية، نظرًا لإلحاقها الضرر بالعديد من الأطفال.
وأوضح"سلامة"، الضرر الذي تتسبب فيه الألعاب النارية قد يكون جسديا مثل التعرض للإصابة بالعين على سبيل المثال، كما أن المادة المتفجرة يمكن أن تتسبب في نشوب حرائق.
وأوضحت خبيرة كيمائية، أن المواد الكيميائية المكوّنة للألعاب النارية تكون فيها نسبة من الكبريت، ليست عالية، ولا تؤدّي إلى الموت، ولكنها تعتبر مواد متفجرة ضئيلة التفجير، وتتسبب العديد من الأضرار كالحروق، أو تؤدي لتشويه بعض أجزاء الجسم.
خطورة الألعاب النارية
جدير بالذكر، أن سلامة المنتجات الاستهلاكية في الولايات المتحدة نشرت مقطعًا فيديو يُظهر مدى خطورة الألعاب النارية على الصحة العامة، في مسعى منها لتحذير المواطنين الأمريكيين.
وبيّن المقطع كيف يمكن لبعض الألعاب النارية أن تفقأ العين، أو أن تتسبب بقطع اليد، أو حتى قطع الرأس؛ نتيجة لقوة انفجارها وارتفاع درجة حرارتها.
واستعرضت لجنة حماية المنتجات الاستهلاكية الأمريكية في المقطع، الذي نشرته على "يوتيوب"، عدداً من الحالات الخطرة.
نشأة الألعاب النارية
الألعاب النارية نشأت صدفة، وكان الظهور الأول لها في الصين، قبل نحو ألفي عام، عندما خلط أحد الطهاة الفحم مع الكبريت وقليل من الملح الصخري، وضغط الخليط في أنابيب البامبو، فانفجرت محدثة أشكالاً جميلة.
ودخلت الألعاب النارية حينها أجواء الاحتفال، وبات وقود المتعة فيها، حيث عُقد أكبر عرض للألعاب النارية على مستوى العالم في جزر ماديرا بالبرتغال، خلال الاحتفال بالعام الميلادي الجديد، وقد سجل في موسوعة غينيس للأرقام القياسية.
ويصف الكثيرون استخدامها بشكل كبير بأنه تبذير للأموال، ويستغل التجار المناسبات ليبيعوا أكبر عدد منها، ما يدرّ الأرباح عليهم.