على الحدين بين محافظتى المنوفية والبحيرة، تقع قرية كفر داود التابعة لمركز السادات بمحافظة المنوفية، يصل سكانها إلى 100 الف نسمة، وتشمل أكثر من 20 تابع "عزبة" ، وتتميز بموقعها حيث تطل على نهر النيل فرع رشيد، و 90 دقيقة فقط تفصلها عن قلب القاهرة .
طال تنتظار أهالى القرية لتنفيذ وزارة الصحة لمطلبهم بتحويل وحدة القرية إلى مستشفى مركزى، ولكن دون جدوى، وكأن الوزارة على خلاف مع أهالى القرية، فلم يجد الأهالى سوى الأعتماد على أنفسهم والتكاتف فيما بينهم والتجمع على قلب رجل واحد، وتفعيل التبرعات والجهود الذاتية، لتطوير مستشفى قريتهم.
حيث أطلق شباب كفر داود مبادرة لتجديد وتطوير مستشفى القرية عبر صفحات الفيس بوك بالجهود الذاتية وبسواعد شبابها، وفى خلال شهر تم تنظيف وتجميل المستشفى،وتم تكملة بناء السور، كما تم دهان المستشفى وأصلاح شبكة الكهرباء الداخلية، فضلا عن تغيير السباكة بالكامل للمستشفى.
فى البداية يقول أحمد عبدالعزيز أحد الشباب الذى فكر فى مبادرة تجديد مستشفى القرية: فؤجئنا بتجاهل وزارة الصحة لقريتنا فى تحويل وحدة القرية الى مستشفى مركزى، رغم توافر كل العوامل التى تؤهل القرية، من موقع ومن تعداد سكان ومن صلاحية مبنى المستشفى وجاهزيتها.
ومن جانبه قال محمد السيد عبدالستار رئيس الوحدة المحلية للقرية فى تصريح خاص لبلدنا اليوم: فور تحرك الشباب، كنا متواجدين معهم جنبا الى جنب، وقدمنا كل معدات الوحدة من لودر وجليدر وعربات للمساعدة فى تطوير مستشفى القرية، ويؤكد أننا فى خدمة القرية وشبابها الواعى.
ويقول دكتور وليد شرف، مدير وحدة القرية: كنت فى انتظار الشباب واستقبالهم فور معرفتى بالمبادرة، وراعيت أن تأخذ الأعمال التطوعية مجراها الرسمى، فطالبتهم بالفواتير، وأحتفظت بالهالك، وما تم من تجديدات تعد إنجازات.
ولمعت فكرة أخرى فى أذهان الشباب، حيث يقترح محمد حمولى محام ومن أبناء القرية أطلاق حملة أخرى لتنظيف وتجميل مقابر القرية، فور الأنتهاء من مبادرة المستشفى،
وبذلك تعد تجربة قرية كفرداود نموذجاً يحتذى بة لتحمل أهالى القرية مسؤلية تنميتها جنباً إلى جنب مع الدولة، رغم كونها قرية ريفية ومستوى دخول أفرادها محدود، وأستغلال فراغ وطاقات شبابها بفاعلية فى المشاركة الشعبية لتنمية قريتهم، وتوطين ثقافة العمل العام والتنمية الشعبية.