أثار مقطع فيديو تم تداوله للسفيرة نبيلة مكرم عبد الشهيد، خلال لقائها مع الجالية المصرية في كندا، حيث احتفلت برفع العلم المصري على برلمان أونتاريو بعد قرار تخصيص شهر يوليو للاحتفاء بالحضارة المصرية، استياء عدد كبير من رؤساء الجالية المصرية في الخارج، بعد تحريفه وتفريغه من مضمونه.
وظهرت الوزيرة في الفيديو وهي تقول: "أي أحد بالخارج يقول كلمة على بلدنا، ماذا يحدث له؟ يتقطع"، مع إشارة بقطع الرقبة، وهو ما وصفه نشطاء بأنه "تهديد بالقتل"، ونفته الوزيرة بدورها قائلة: " الشعب المصري على قلب رجل واحد، وأن الدولة ترعى أبناءها ولا تهددهم".
نبيلة مكرم "أم المصريين"
ووصف علي فاروق، رئيس الجالية المصرية "البيت المصري" في أوكرانيا، السفيرة نبيلة مكرم، وزيرة الهجرة وشئون المصريين في الخارج، بـ"أم لكل المصريين"، لافتًا إلى أنها وزيرة وطنية تعشق وطنها وتحرص على ربط أبنائها في الخارج بها.
وقال فاروق، في تصريح لـ"بلدنا اليوم"، إن مكرم، من الوزراء المجتهدين، فتقوم بدورها على أكمل وجهها من رعاية وتوجيهات صحيحة ملموسة وغير ملموسة.
وعن تحريف بعض تصريحات الوزيرة وتفسيرها على غير المقصود به، في مقطع تم تداوله على السوشيال ميديا، تتحدث فيه خلال حديثها مع الجالية في كندا، عن كيفية التعامل مع كل من تسول له نفسه الإساءة لمصر، بتقطيعه، تابع رئيس الجالية في أوكرانيا: "الوزيرة كانت تتصرف بروح فكاهة، فهي إنسانة ومتواضعة، والفيديو غير منصف، فحديثها عن الوقوف ضد أي شخص يؤذص مصر، بالتقطيع، هي طريقة نمطية نعبّر خلالها كمصريين عن تعاملنا بشكل تشبيهي وليس حقيقي".
ونوّه فاروق، إلى أن من هاجم مكرم، وتصيّد لها بنقل الصورة خاطئة، هم أعداء النجاح، موضحًا: "مكرم سيدة ناجحة، وقامت بما لم يقم بها غيره، من مجهود جبّار في ملف الهجرة".
التربص بوزيرة الهجرة مرفوض
ومن جانبه، قال بهجت العبيدي، الكاتب المصري المقيم بالنمسا مؤسس الاتحاد العالمي للمواطن المصري في الخارج، إن هناك جهدا كبيرا تبذله السفيرة نبيلة مكرم عبد الشهيد وزيرة الهجرة وشؤون المصريين بالخارج، للتواصل مع أبناء الجاليات المصرية بالخارج.
وأضاف العبيدي، في تصريح لـ"بلدنا اليوم"، من النمسا، أن المنصف لا يمكن أن ينكر أو يتجاهل ما تقوم به السفيرة نبيلة مكرم، حيث أنها أقامت الكثير من جسور التواصل بين الوزارة وبين أبناء الجالية المصرية بالخارج عموما، كما فتحت قنوات ربط بين الوزارة وبين الكيانات المصرية بالخارج، مدللا على ذلك بالمنتدى الأول الكيانات المصرية المسجلة بدول إقامتها بالخارج، والذي أقيم في الثاني عشر والثالث عشر من يوليو الجاري.
وأوضح العبيدي، أن طبائع الأمور تحتم ألا يكون الجميع على رأي واحد فيما يتم من عمل في المطلق، أو ما يصدر من فكر مهما كان مكانة أو مسؤولية الذي أتم العمل أو صدر عنه الفعل، وهو ما ينسحب على ما تقوم به وزيرة الهجرة أو يصدر عنها، من عمل وفكر، وهو ما يعني أنه سيكون هناك موافقون لما تقوم به السفيرة نبيلة مكرم وهم الأغلبية من المصريين بالخارج- في وجهة نظرنا- وهناك من يرفض ما يصدر عنها، ذلك الذي يتفق وطبيعة الأشياء.
وشدد مؤسس الاتحاد العالمي للمواطن المصري في الخارج، على أنه يرفض رفضا قاطعا التربص لما يصدر من أي مسؤول لإظهار خطئه، ولكن لابد أن يتم دراسة متأنية لكل عمل أو رؤية، حتى تصدر الأحكام بعيدا عن الهوى، الذي يتحكم في رأي الفريقين: المؤيد والمعارض.
ويرى أن ما تم اقتطاعه من سياقه من كلام وزيرة الهجرة وشؤون في إجابتها عن سؤال لأحد المصريين أثناء لقائها مع أبناء الجالية المصرية في كندا، يأتي في إطار التربص، الذي أخرج الجملة من سياقها ليدلل على ما يتخذه فريق من موقف معادٍ للوزيرة.
وألمح إلى أن هذا التناول الكبير لهذه الجملة من قبل فريق بعينه، يفقد هذا الفريق الكثير من رصيده - إن كان بقى لها من رصيد - لدى أبناء مصر في الخارج.
حرب نفسيّة
فيما أوضحت غادة داوود، رئيس الجالية المصرية في نيوزيلندا، إن الوزيرة نبيلة مكرم عبد الشهيد، وزيرة الهجرة، إنسانة بمعنى الكلمة، لافتة إلى علاقتها بها في أثناء زيارة الوزيرة لضحايات حادث مسجدين في نيوزيلندا، مشيرة إلى مجهودها فيما يخص المصريين في الخارج، والاستجابة لجميع مطالبهم.
وأشارت داوود، في تصريح لـ"بلدنا اليوم"، من نيوزيلندا، إلى أن ما تم نشره على وسائل التواصل الإجتماعي من فيديو تم اجتزائه لحوار الوزيرة مع الجالية في كندا، هو تصيد واختيار كلمات خارجة عن السياق، موضحة: "كلمة التقطيع التي أشارت إليها مكرم، في حديثها عن آليات محاربة أعداء الدولة، كلمة مجازية وجميع المصريين يستخدمونها بشكل عابر، وليس معناها كما حرفته بعض الصحف الأجنبية والمواقع، كدليل على العدوانية".
ونوهت رئيس الجالية المصرية في نيوزيلندا، إلى أن مؤتمر الكيانات المصرية التي تبنته الوزيرة، تعبير عن محبتها لوطنها الأم مصر، مستطردة: "مكرم تعمل المستحيل من أجل المصريين في الخارج، وليدها حرص شديد على الهوية المصرية بشكل كبير، والتي تشكّل قضية هامة يعاني منها أولادنا من أبناء الجيل الثاني والثالث من أبنائنا".
واعتبرت داوود، رد وزيرة الهجرة على كل من تسوّل له نفسه توجيه الأذى لمصر، شعور طبيعي، لأن الحرب على مصر ليس أطرافها الجيش والجماعات المتطرفة فقط، بل هي حرب نفسية كبيرة، فكلماتها نابعة من شخص يخاف على بلده.
وأعربت عن حزنها من وجود أشخاص تسعى لتصيد كلام المسئولين المصريين وتحريفه، متسائلة: "لماذا لا يتم الإشارة إلى ما قامت به الوزيرة من مؤتمر للكيانات، وعقدها لمختلف الورش، وما خرج من توصيات تخدم المصريين بالخارج، وتعزز الهوية الوطنية لأبنائهم؟ ولماذا لا يتم التسليط على ذهابها بعد المؤتمر لكندا من أجل رفع اسم مصر عاليًا".