استمرارًا لمتابعة القضية التي شغلت الرأي العام في الآونة الأخيرة والشهيرة بـ «أميرة» و«أمير» العياط، والتي حدث فيها قيام طفلة بطعن سائق 14 طعنة دفاعا عن نفسها أثناء محاولة اغتصابها في منطقة حجرية بطريق العياط.
وحصلت «بلدنا اليوم» على تصريح من المحامية دينا المقدم محامية الطفلة التي لم تبلغ من العمر 16 سنة.
بدأت «المقدم» حديثها بنفي مايتردد على مواقع التواصل الإجتماعي وبعض المواقع الإخبارية وما يردده محامي أسرة القتيل، حيث وجهت سؤال ماهي دلائل دفاع القتيل على هذه التصريحات والاتهامات الموجهة للمتهمة، وأنها تعتبر هذا اجتهاد شخصي ولا يعتد به ووصفت «المحامية» القضية بأنها قضية رأي عام وليست قضية سهلة.
وطالبت دينا المقدم على من يوجه الاتهامات للمتهمة، يجب عليه الاستناد لمحضر المباحث تحرياتها، والاعترافات، وتحقيقات النيابة، ولا ترمي التهم جزافا.
وبدأت المقدم تروي التفاصيل الحقيقية للواقعة، وقالت أن البنت كانت في حديقة الحيوان لمقابلة من تربطها به علاقة عاطفية وكان معه صديقه، وكانت تحمل هاتفين محمول أحدهم بشريحة اتصال والآخر بدون، فقام صديقها بسرقة الهاتف دون الشريحة من حقيبة يدها، وعندما افترقا قامت بالإتصال به لتسأله على الهاتف ووجد القتيل هو من يرد عليها ويبلغها أنه عثر على الهاتف وطلب منها مقابلته لتأخذه.
وعند مقابلته قال لها إن صاحبه تواصل معه وأخذه، وطلب منها توصيلها واستقلت معه السيارة، وكشفت كاميرات المراقبة المتواجدة في نطاق بداية الواقعة أنه كان في السيارة شخص آخر، و بالتحريات وجد أنه «ابن عم القتيل» وقام بالنزول بعد دقائق أمام موقف برشوت ولم يكمل معهم وتم أخذ أقواله وثبت عدم معرفته بأي تفاصيل عن الواقعة.
وأضافت «المقدم» أن السائق بدأ يأخذ طريق جبلي وبعد عن الطريق ما يقرب كيلو وبدأ محاولة التعدي على الفتاة والتحرش بها، وعند مقاومته قام بإخراج سكين إرهابها، ومحاولة من البنت الهروب منه أوهمته أنها موافقة على ما يريد فعله، وترك السكين فأخذتها وطعنته ضربة الموت في الرقبة، ولكنه قام بخلع قميصه وربط رقبته، وهذا ما زاد من خوف البنت ضربة حادة هكذا ولكنه مستمر في محاولة التعدي عليها، هذا ما زادها خوفا ورعبا على حياتها وشرفها وقامت بطعنه باقي الطعنات.
ووصفت المحامية الطعنات بأن الطعنة المميتة كانت الأولي التي حدثت في الرقبة، ولكن باقي الطعنات ليست كانت بعمق ولا بقوة وكانت عبارة عن طعنات صغيرة، وهذه مشاعر خوف الفتاة البكر على شوفها حياتها.
وأشارت «المقدم» إلى أن «س.و.م.س.ع» وشهرته «وائل» وأحد المضبوطين فى القضية موجه له 3 تهم وهم«السرقة، والخطف، والشروع في إغتصاب» وهي نفس التهم الموجهه للمجني عليه.
وقالت المحامية إن النيابة تسلمت أمس تقرير الطب الشرعي عن الفتاة الذي أثبت عذريتها، وفي انتظار تقرير المعمل الجنائي، كما أن الجلد الذي كان في أظافر القتيل هو من جسد المتهمة أثناء محاولة الاعتداء عليها وهي تحاول مقاومته.
وأكدت دينا المقدم أن حبس البنت دليل علي نزاهة القانون، واتباع الخطوات القانونية الصحيحة، وقدوة أن المخطئ يحاسب ولكن على قدر فعلته.
وأنهت المحامية تصريحها أنها تدافع عن شرف بنت، طفلة وضعت في مشهد مرعب وأنها تدافع بكل قوتها حتى الحصول على براءة المتهمة.
والجدير بالذكر، جريمة قتل طفلة لسائق ميكروباص حاول اغتصابها بالعياط مازالت قيد التحقيقات التي كشفت تفاصيل جديدة بها؛ تحريات الأجهزة الأمنية بالجيزة برئاسة اللواء رضا العمدة، مدير الإدارة العامة للمباحث، والعقيد علي عبد الكريم، مفتش المباحث، فجرت مفاجأة عندما تمت مناقشة الفتاة وروت الحادث فتم استدعاء صديقها للتأكد من روايتها، والذي اعترف بأن المجني عليه صديقه وأنهما وصديق ثالث اتفقوا فيما بينهم على استدراج الفتاة ومحاولة السائق القتيل معاشرتها جنسيا قائلا: "كانت قعدة شباب وحكيت للقتيل على صاحبتي طمع فيها، قلتله حلال عليك فخططت لاستدراجها وأنا اللي ألفت الحكاية كلها عشان تيجي لحد عنده".
وقالت المتهمة "أميرة. أ"، 15 سنة، في التحقيقات التي أجرتها نيابة العياط بإشراف المستشار محمد سراج، المحامي العام الأول لنيابات الصف والعياط، إنها أثناء تنزهها مع شاب ترتبط به بعلاقة عاطفية بحديقة الحيوان وكان برفقته صديق له، اختفى منها وسط الزحام وظلت فترة طويلة تبحث عنه واتصلت به هاتفيا عدة مرات، حتى أجابها شخص وأخبرها بأنه عثر على ذلك الهاتف وطلب منها الذهاب لأخذه منه، وبالفعل ذهبت إليه في المكان الذي حدده بإحدى قرى العياط، ولكنه فاجأها بأن الهاتف ليس بحوزته وأن مالكه حضر وأخذه منه ثم طلب توصيلها إلى الطريق الصحراوي حتى تستقل إحدى السيارات العائدة إلى الفيوم فوافقت، ولكنه تعمق إلى أحد المدقات الجبلية وعرض ممارستهما الرذيلة، إلا أنها نهرته ورفضت وطلبت منه إخراجها من المنطقة الجبلية ففاجأها بتهديدها بسكين.
وأكدت الطفلة أنها فكرت سريعا لاتقاء شره وعدم مقاومته حتى لا يتعدى عليها بالسكين أو يغتصبها عنوة، فادعت موافقتها على طلبه وطلبت منه النزول من السيارة الميكروباص، وبالفعل نزل السائق وبدأ في خلع ملابسه واتجه ناحية بابها وفتحه، وما إن بدأ في جذب والاقتراب من جسدها كانت تحمل السكين الذي هددها به في يدها وغرسته في رقبته، فانتابت السائق حالة من الفزع وعلى غرار الفنان باسم سمرة في فيلم "الفرح" بمشهد قتله صرخ المجني عليه مرددا: "هموت يابنت الـ..." ولاحقها فطعنته مرة أخرى، واستمر الأمر لعدة دقائق يلاحقها وتطعنه طعنة وهو مستمر في مطاردتها رغم نزيفه وجسده الغارق بالدماء، حتى أحدث خدوشا بوجهها وذراعيها أثناء محاولته جذبها عنوة، وعلى بعد 15 مترا من السيارة سقط قتيلا بعدما سددت له 13 طعنة.
وتضيف المتهمة أنها ظلت لحظات غير مستوعبة الموقف حتى أدركت الجثة أمامها والسكين الغارق في الدماء بيدها، فحاولت الخروج من المنطقة الجبلية عازمة على تسليم نفسها لقسم الشرطة، والتقت في الطريق شابين يستقلان دراجة نارية طلبت منهما توصيلها للشرطة، وهناك اعترفت بالجريمة كاملة وبالفعل تم العثور على جثة المجني عليه يدعى الأمير وشهرته "فهد"، 24 سنة، سائق ميكروباص.
وكشفت التحريات أن الطفلة خرجت إلى العمل في سن مبكرة لمساعدة والدها في الإنفاق على المنزل، فكان يعمل سائقا أحيانا وعندما ترك عمله كان يعمل باليومية وتساعده ابنته بالعمل في محل ملابس بمركز طامية بالفيوم، وجهت النيابة للمتهمة تهمة القتل العمد وقررت حبسها على ذمة التحقيقات بعد عرضها على الطب الشرعي لتوقيع الكشف الطبي عليها وبيان ما بها من إصابات حدثت جراء مقاومتها للمجني عليه، وبفحص خبراء الأدلة الجنائية ملابس المتهمة والسكين المدمم لمضاهاة الآثار الدموية عليهما بدماء القتيل، كما رفعوا آثار الدماء من مسرح الجريمة بالجبل، وبتولي الطب الشرعي فحص بقايا جلدية عثر عليها بأظافر القتيل ومضاهاتها بعينة من المتهمة.