أثار قرار شركة الطيران البريطانية بتعليق رحلاتها للقاهرة، "لمدة إسبوع"، وتبعتها شركة الطيران الألمانية "لوفاتهانزا" والتي علقتها ليوم واحد، استياء أبناء الجالية المصرية في الخارج، لافتين إلى أن القرار قد يؤدي إلى تبعات اقتصادية سلبية في تلك المرحلة الفارقة التي تمر بها مصر.
وقال عدد من أبناء الجالية في الخارج، لـ"بلدنا اليوم"، إلى أن الهدف من هذا القرار الذي جاء متزامنًا مع نجاح مصر في تنظيم بطولة كأس الأمم الإفريقية، كارت ضغط، وقرار متعمد للإضرار بمصر .
واستنكر بهجت العبيدي، الكاتب المصري المقيم بالنمسا مؤسس الاتحاد العالمي للمواطن المصري في الخارج، القرار الصادر عن خطوط الطيران البريطانية بتعليق رحلاتها الجوية إلى مصر لمدة أسبوع، والذي تبعه تعليق شركة الطيران الألمانية لوفتهانزا بتعليق رحلاتها لمصر لمدة أربعة وعشرين ساعة.
وأضاف العبيدي، في تصريح لـ"بلدنا اليوم"، من النمسا، إلى أن هذا القرار البريطاني جاء مُسْتَغْرَبا من العديد من الراغبين في قضاء العطلات الصيفية في مصر من أبناء الدول الأوربية، التي تتأثر كثيرا بمثل هذه القرارات التي تهتم بها وسائل الإعلام الغربية اهتماما كبيرا، خاصة لو ارتبط الخبر - كما تم صياغته في هذا القرار- بسلامة وأمن الركاب، وهو ما تم تدوينه في بيان الشركة البريطانية.
ولم يستبعد العبيدي، أن يكون القرار متعمدًا للإضرار بمصر، في هذا التوقيت الذي نجحت فيه نجاحا مبهرا في تنظيم بطولة الأمم الإفريقية والتي استقبلت فيها مصر فرق وجماهير ثلاثة وعشرين دولة، واستطاعت أن تخرج الحدث في أروع صورة، وأبرع تنظيم، وكان الدور الأهم في هذا الحدث القاري الهام للأمن المصري الذي بذل جهودا متميزة بسط من خلالها الأمن والأمان على ربوع البلاد.
وتابع: "كان يجب على السلطات البريطانية قبل اتخاذ هذا القرار أن تقوم بالاتصال بالجانب المصري، والتشاور معه، والتعرف على حقيقة الأوضاع، لو كان هناك تقارير مغلوطة قد وصلت إليها، أما لو أنه كان لديها معلومات مؤكدا وموثقة، على أن هناك استهداف لأمن مطار القاهرة الدولي، فكان لزاما عليها - بحكم القانون مرة، والالتزام الإنساني مرة أخرى- أن تقوم بتسليم مصر كافة هذه المعلومات في إطار تبادل المعلومات بين الدول الصديقة".
وألمح مؤسس الاتحاد العالمي للمواطن المصري في الخارج، إلى أن المصريين بالخارج يبذلون جهودًا مضنية لتصحيح الأخبار المغلوطة، والمعلومات الخاطئة التي يتم بثها في المجتمعات التي يقيمون بها، مؤكدًا أنهم يوضحون لأبناء تلك المجتمعات حقيقة الأوضاع في مصر، ويزداد دورهم في مثل تلك الحالات التي تستهدف فيها مصر بشكل فج كما هو الحال في هذا القرار الذي اتخذته شركة الطيران البريطانية.
"حظر غير مسبّب"
وقالت مرفت خليل رئيس الاتحاد العام للمصريين في الخارج فرع بريطانيا والمتحدثه الرسميه بأوروبا، إنها تواصلت مع شركة الطيران الألمانية، بعد حظر طيرانها إلى القاهرة، والتي أفادت أن الحظر كان ليوم واحد، وعاد لطبيعته اليوم الأحد، لافتة إلى أنها كذلك تواصلت مع الخطوط البريطانية، والتي أكدت حظر الرحلات لمده أسبوع ينتهي في السابع والعشرين من الشهر الحالي .
وأشارت خليل، في تصريح لـ"بلدنا اليوم"، من لندن، إلى أن الحظر غير مسبّب، مضيفة: "ما يتكهن به البعض من عدم استتباب الأمن في منطقة سيناء، نرد عليه أن الجيش المصري له سيطره كامله عليها، ورغم الحوادث المتفرقة التي تحدث بين الآن والآخر فقد دخل مصر تقريبا ثمانية مليون سائح في عام ٢٠١٨".
ونوهت رئيس الاتحاد العام للمصريين في الخارج فرع بريطانيا، إلى ضرورة تحويل وزارة الطيران المدني في مصر، هذه العقبه السلبيه إلى فعل إيجابي على أرض الواقع، خاصة أنه ليس هناك قرار قاطع على عودة رحلات الشركة البريطانيه بعد اسبوع كما ذكروا.
واستطردت: "دعنا ننظر إلى الجانب الإيجابي، فهذا الحظر سيتيح لشركة مصر للطيران المجال من خلال زيادة عدد الرحلات وحبذا لو تم تخفيض السعر، وهو ما سيحقق مكسب للشركة الوطنية المصرية".
وطالبت خليل، بتوخي الحذر في نقل الأخبار، وعلى كل مسافر أن يتصل بالشركة الأم قبل السفر لأخذ المعلومات الصحيحة، وفي نفس الوقت لابد أن ترفع وزارة الدفاع حالة الاستعداد القصوى في جميع انحاء الدوله المصريه تحسبا لأي هجمات غير متوقعة، فحمى مصر قائدا وشعبا وجيشا ووفقهم لما فيه صالح البلاد".
كارت ضغط
فيما أشار حسين خضر، عضو الأمانة العامة للاندماج، بالحزب الاشتراكي الألماني، إلى إن الجالية المصرية في ألمانيا، أصابتها صدمة كبيرة، عند تداول الصحف الألمانية أمس السبت، قرار حظر الطيران إلى مطار القاهرة، لافتًا إلى أن أعضاء الجالية توقعوا حدوث مكروه في مصر، خاصة أن تلك الشركات لا تصدر تلك القرارت عن فراغ.
وشجب خضر، في تصريح لـ"بلدنا اليوم"، من ألمانيا، ما جاء في بيان الشركة البريطانية والألمانية، بالحظر كإجراء احترازي، ووقف الرحلات لأسباب أمنية وفقا لرؤيتهم، واصفًا إياه بـ"الثرثرة الفارغة"، موضحًا: "إن قرار الحظر جاء عقب يوم، من نجاح مصر في تنظيم بطولة كأس الأمم الإفريقية بكفاءة أمنية عالية واستعداد فاق كل التوقعات، أدى إلى توجس البعض خيفة، وهو ما أدى إلى تغيير وجهة رحلاتهم الصيفية إلى بلاد أخرى".
ونوّه عضو الأمانة العامة للاندماج، بالحزب الاشتراكي الألماني، إلى أن قرار الحظر سيؤدي إلى آثار سلبية في مجال السياحة، خاصة أنه موسم سفر شعوب الاتحاد الاوروبي، لقضاء أجازاتهم الشاطئية، متوقعًا أن يكون الهدف من حظر الطيران للقاهرة، سياسي وكارت ضغط للتأثير على السياحة المصرية، عقب انتعاشها كمصدر مهم من مصادر الدخل القومي.