- المجني عليه لقب زوجته الخائنة بـ"أم كاظم" رغم عدم إنجابها خوفًا على مشاعرها.
- جيران القتيل: كان جدع معانا ومشهود عنه الكرم رغم ظروفه الصعبة.
- والد سامح: عاش ومات أسلوبه حلو مع الجميع.. وهاخد بالثأر لو القضاء محكمش بالقصاص.
شهد شارع وليد عابدين المتفرع من شارع الزيتون بمنطقة منشأة البكاري بفيصل، جريمة قتل بشعة بطلتها "الزوجة" و"عشيقها" ليأتي "الزوج" الضحية، فهو شاب أجمع الجميع على حسن خلقه وشهامته، رغم ظروفه المادية الصعبة إلا أنه كان مشهودًا عنه الكرم، وقال في حقه أطفال الجيران: "أخر مرة رأيناه قبل الحادث بساعات كان بيده كيس بلاستيك به برتقال وقام بالتوزيع علين، هذه ليست المرة الأولى فهو كان دائم هذا التصرف".
مات الشاب الثلاثيني "سامح" ولكن بقيت سيرته الطيبة يتحاكي بها الجميع ولكن الذهول من هول المفاجأة هو سيد الموقف، وفاة هذا الرجل المحبوب وبهذه الطريقة البشعة.
قتل ودماء ملأت المكان وعلى يد من؟ "قمر" بنت العشرين عامًا الخجولة الهادئة التي لا ترفع عيناها في وجه أحد - حسب وصف جيرانها -، ولماذا بسبب الغدر والخيانة، بسبب "عشيق المدام" تساؤلات كثيرة حول تلك الجريمة المأساوية.
بداية الجولة
انتقلت محررة "بلدنا اليوم" إلى مسرح الجريمة للتحقيق فيها وكشف ملابساتها، وتم مقابلة جيران المجني عليه وكانت المفاجأة ما قيل في حق بطلة الرواية التي كان من المتوقع أن يصفها الجميع بـ"مصاصة الدماء" لبشاعة وجبروت تنفيذ جريمتها في حق زوجها.
تقول السيدة "ف. ح" إحدى سكان العقار محل الحادث، بأن المتهمة كانت هادئة صاحبة عيون منسكرة لشدة خجلها فإذا حدثها أحد كانت لا ترفع أعينها في وجهه، متابعة: "قعدت معانا في بيت واحد بقالها حوالي 3 سنين وبصراحة مشفناش حاجة وحشة منها".
وأكدت سيدة أخرى صاحبة محل بقالة تموينية ما جاء على لسان جارتها، وأضافت بأن المجني عليه كان شاب طيب لا يقبل أن يكون مدين لها ولو بـ"ربع جنية" واستكملت: "كان دايما يوصيني إذا جاءت لكي زوجتي "أم كاظم" وأخذت شيء أعطيها ما تريد وأنا سأقوم بالسداد لكي".
وأوضحت جارة المجني عليه، أنه لم ينجب من زوجته المتهمة ولكن مراعاة لحالتها النفسية كان يطلق عليه لقب "أم كاظم" مرددة: "مش مصدقة إن «قمر» اللي اشتغلت مع بنتي في مصنع الحلويات وكانت قمة في الأخلاق والعفة تقتل سامح وكمان علشان بتخونه مع راجل تاني".
وبالتجول في الشارع (محل الجريمة) شاهدنا كاميرات المراقبة التي كشفت العديد من الأسرار الخفية التي فكت طلاسم ارتكاب تلك الجريمة، وبالتقابل مع الحاج درويش عبد الغفار، والد المجني عليه، يعمل حارس لإحدى الفيلات الكائنة بالتجمع الخامس، تبدو عليه ملامح الحسرة والوجع والألم على فقدان فلذة كبدة، ذراعه الأيمن - على حد وصفه-.
الأب المكلوم.
يقول الأب: "ابني الوحيد على بنتين، كان السند والعون ليا، أنا سني كبير كان يد العون ليا في الظروف المعيشية الصعبة دي، عاش ومات أسلوبه حلو" ليدخل القلب المُقطع على «ضناه» في نوبة انهيار، ثم صعد بنا إلى شقة نجله (مسرح الجريمة) الكائنة في الطابق الثالث والمكونة من (غرفتين، صالة، مطبخ، وحمام).
بالدخول من الباب تجد على اليمين غرفة الأطفال التي شهدت الحقيقة الكاملة، والتي يختبئ بين جدرانها أسرار كثيرة لا يعلمها أحد حتى الآن، ثم الصالة التي قام العشيق وزوجة القتيل بسحل المجني عليه من الغرفة لها حتى وصلوا به إلى الحمام لتلطخ دمائه الأرض والجدران، تلك الشقة التي كتب عليها "وقف الحال" كما قيل بسبب ما حدث.
بدأ الأب المُسن يتحدث عن ابنه وكل حرف ينطقه يُقطع القلوب من شدة المرارة والوجع، قائلًا: "ابني اتجوز من المتهمة 3 سنوات، مكنش عن حب دا كان اختيارنا ليه، هو بيشتغل عامل دليفري بصيدلية كبيرة في مدينة 6 أكتوبر، احنا اخترناها له من الفيوم، قولنا بنت يتيمة وطيبة وبعتنا أخواله لعمها اللي مربيها «شعبان» وطلبوها للجواز، وجهزنا له الشقة في البلد، لكن هو قال أنا مش هعيش هنا وهاخد مراتي معايا القاهرة مكان شغلي، استأجرت له الشقه دي وسبت كل عفش الزواج هناك وجهزت له الشقة دي من كل حاجة تاني، وأنا مش سمعت عنهم أي مشاكل فترة جوازه كانوا بيجوا عندي بشيلهم على رأسي، وكنت بروح عندهم بتقابل كويس وبقعد معاهم شوية وبمشي".
وانهمر الأب في البكاء قائلًا: "لو كانت قالت عاوزة تطلق وتاخد كل حاجة وتسيب ابني ليا كنت طلقتها منه، لكن تقتله ليه أنا عاوز القصاص وحق ربنا ابني الوحيد راح ومش هيرجع تاني ولو القانون مقتلهمش زي ما قتلوا ابني هيبقى فيها ثأر ودم، أنا مكسوف أنزل البلد مش لاقي وش أنزل بيه الناس".
وقطع الحديث دخول "عم حكيم" المسئول عن العقار، قائلًا:"أنا مش مصدق أن سامح مات دا كان صحبي أوي وكنت بحبه زي ابني كان جدع وشهم وخدوم"، وبدأ يروي ليلة الجريمة موضحًا أنه آخر مرة شاهد المجني عليه قبل الواقعة بساعات قليلة تحديدًا بعد صلاة العشاء، ثم ذهب لمنزله الذي يبعد قليلًا عن الشقة محل الحادث.
وأضاف: "بعد الفجر تحديدًا الساعة 4 اتصل بيا الأستاذ أحمد الساكن بالطابق الرابع فوق الضحية وقال لي تعالى بسرعة في كارثة في شقة سامح بيقوله اتقتل، اتصلت على المجني عليه 4 مرات يكنسل عليا وعمره ماعملها، جيت جري في لحظات وقبلت الأستاذ أحمد والجيران وبدأنا نطرق باب شقة سامح، أكثر من ربع ساعة، دون أي رد، اتصلت به مرة أخرى أسمع صوت رنة هاتفه ولكن دون جدوى ويتكنسل عليا، وفجأة سمعنا صراخ من الجارة اللي في الطابق الأخير صعدنا لها قالت إنها شافت واحد هدومه غرقانة دم طلع فوق السطح، طلعنا وجدنا المجرم الثاني شريك زوجة المرحوم يقوم بخلع ملابسه ويلبس لبس أخر، قمنا بالإمساك به وأثناء نزولنا وجدنا «قمر» فاتحة الباب وبتصرخ سامح مات، ناس دخلت ملثمين قتلوه، وعندما رأت شريكها في إيدينا صرخت مرددة عبارة اتركوه".
شهود على الكارثة
واستكمل حديثه لـ"بلدنا اليوم": "زعلانة على عشيقها ومش زعلانة على اللي عملوه في سامح الطيب، كانت تعطيه المنوم علشان عشيقها يطلع لها واحنا مكناش نعرف، كنت بشوفه كتير طالع العمارة بس عمري ما شكيت فيه لأنه مش غريب كان قريب مرات سامح وكان ساعات بيطلع وسامح موجود فوق، وكمان ابوه كان بيجلها وبتقول أنه عمها، ومعرفناش السر غير بعد الجريمة وتفريغ الكاميرات اللي كشفت أنه كان بيطلع لها في أوقات متأخرة ويشعل السجائر ويمشي في الشارع رايح جاي حتى تقوم بإسقاط مفتاح البوابة له ويصعد لها واكتشفنا أن القصة دي بينهم قديمة وأنها كانت بتنيم المرحوم بالمنوم".
وأشار "عم حكيم" إلى أنه أول من شاهد جثة المجني عليه غارقًا في دمائه ملقى على بطنه ورأسه على مقعد الحمام: "أنا حاولت أنقذه بس لقيته مات، واتصلت بقسم شرطة الهرم وأبلغتهم بالواقعة".
وبالنزول إلى السيدة المسنة جارة المتهمة وأخر ما تبقى من سكان داخل العقار بعدما تركه الجميع خوفًا من اللعنة التي ستحل على المكان - على حد وصفهم -.
بدأت حديثها معبرة عن حزنها الشديد لما حدث مع المجني عليه، مضيفة: "لو مشفنيش يومين يخبط على الباب ويسأل عليا انتي فيكي حاجة مش محتاجة حاجة قلقت عليكي وكان بياخد الزبالة بيرمهالي".
وأردفت: "مراته كان في بينا مشاكل دايما وبتتعمد تضايقني، وسمعت من بعض الناس إنها كانت بتقول أن حياتها مع سامح مستحيلة بس مكنتش بسمع عنهم مشاكل أبدًا".
وعن ليلة الواقعة تقول إنها كانت نائمة وقتها ونمى إلى سماعها أصوات خبط قوي: "زعلت جدًا وكنت هقوم انادي عليه علشان ازعق له لأنه عارف أني ست كبيرة وبنام بالأدوية، اتفاجأت وأنا بفتح الباب أن مراته بتعيط وبتصرخ سامح مات، صدمت وفضلت أقول الله يرحمك يا سامح أزاي دا لسه شايفاه من ساعات، واعتقدت أنه توفى طبيعي، وأخدتها ودخلتها شقتي وبهديها قالت لي دا نايم بس مش مات، فحمدت ربنا ثم شاهدت حكيم والجيران نازلين بشاب وبسألها مين دا قالت واحد قريبي والناس بتقول دا اللي قتل سامح بعدت عنها لأن حسيت أن في حاجة وحشة حصلت".
كان المقدم محمد الصغير، تلقى بلاغًا من شخص يدعى "حكيم" يفيد العثور على جثة شاب يدعى سامح درويش عبد الغفار، 27 سنة، عامل دليفري بصيدلية شهيرة بمدينة 6 أكتوبر بمحافظة الجيزة، غارقًا في دمائه داخل حمام شقته.
على الفور انتقل ضباط مباحث القسم، وبالفحص تبين وجود الجثة ملقاة على وجهها بحمام الشقة وبه عدة طعنات بالصدر وغارق في دمائه.
وبإجراء التحريات اللازمة تبين قيام كل من أحمد مأمون محمد عبد السلام، وزوجة المجني عليه قمر أحمد علي عبد السلام، بارتكاب جريمة القتل للتخلص من المجني عليه ليخلو لهما الجو لإستمرار علاقتهما الأثمة، فخططا لقتله بوضع مخدر له بالعصير دون ترك أثر للجريمة وحتى تكون جريمة نظيفة، ولكن القدر لعب دورة ولم يشرب الضحية العصير كاملًا وشعر بوجود العشيق بالمنزل وخوفًا من فضح أمرهما قاما بقتله بسلاح أبيض، ثم قامت المتهمة بإعطاء عشيقها ملابس من دولاب زوجها ليغير ملابسه المليئة بالدماء وساعدته على الهرب وأعطته كل متعلقات المجني عليه الشخصية لإقناع الشرطة إنها واقعة سرقة وقتل.
تم القبض على الجناة، وبإستجوابهما أقروا بارتكابهما الواقعة، وبصحة علاقتهما الغير مشروعة، وقاما بتثميل الجريمة.
حُرر المحضر رقم "38302" لسنة 2019 جنايات الهرم، وبالعرض على النيابة العامة أمرت بتشريح الجثة؛ لبيان سبب الوفاة والوقوف على ملابسات الجريمة، كما أمرت بحبس المتهمة وعشيقها احتياطيًا على ذمة التحقيقات، وبانتهاء التحقيقات أحيلت القضية برمتها لمحكمة.