في طفولتها، مزجت الخوف والإرادة معًا، فقد رأت أن الفوز بالحياة والسعادة لايمكن أن يتحققا على أرض الواقع، فقد خلقها الله بمميزات مختلفة قد يعتقدها البعض أنها عيبًا.
الحياة حمم، يراها البعض شقاء وتعاسة وعذاب للنفس، وما نعتقده الآن من الآم وأوجاع، تغيره الحياة مع كل مولود جديد، تضيئه شمس الحياة.
"آلاء أسامة خيرت"، الفتاة التي تحدت الإعاقة، لم تنظر يومًا إلى أقرانها في الحياة، ولم تعركلها قراءة الحروف المتلعثمة أن تجيد القراءة والكلام، وأن تنل من لذة الحياة كبقية من يعاثرن سنها.
استطاعت الفتاة أن تحقق حلمها الذي لازمها منذ نعومة أظافرها، وصبت تركيزها على المذاكرة لتتفوق وهو ما تحقق بحصولها على المركز الأول على مستوى الجمهورية في شهادة الثانوية العامة ضمن طلاب "الدمج".
قصة كفاح "ألاء" تكللت أخيرًا بالنجاح، عقب حصولها على المركز الأول في الثانوية العامة، بعد أن تحدت إعاقتها التي أثرت في طريقة نطقها للكلام.
"بلدنا اليوم" تواصلت مع الطالبة للتعرف على أسرار تفوقها، لتوجه الآء الشكر لوالديها وأساتذتها وأقاربها وكل من ساندوها في التعليم ودعموها في مشوارها الدراسي معتبرة والديها سر نجاحها.
"أنا أسعد إنسانة على وجه الأرض".. هكذا أعربت "آلاء" عن سعادتها بحصولها على المركز الأول في شهادة الثانوية العامة، قائلة: "ده فخر ليا ولعائلتي.. والحمدلله ربنا كرمني ورفعت رأسهم".
"علمت خبر حصولي على الأولى في الثانوية العامة عن طريق اتصال هاتفي من وزير التربية والتعليم"، وقالت ، مشيرة إلى أن سعادتها لا توصف.
وأوضحت "ألاء"، أن نظام "الدمج" فرصة لدمج ذوي الهمم والإعاقة في المجتمع، والاختلاط بذويهم من الطلاب، مشيرة إلى أنها تهدي ذلك النجاح إلى أسرتها التي لم تبخل عليها يومًا، ووقفوا بجوارها دائمًا ولم يكفوا.
"رحاب عطا عبدالتواب" ربة منزل، والدة "ألا"، قالت:" أنا فخورة بابنتي التي تحدت إعاقتها، واستطاعت عن طريق نظام "الدمج" أن تثبت نفسها أمام الجميع".
وأضافت:" الناس في الشارع يحبونها، ومدرسينها كانوا يهتمون بي، وكانوا دائمًا يشيدون بأدائها التعليمي".
وأشارت والدة الطالبة، "لكن الله عوضنا خيرًا وأصبحت من المتفوقين، وهي محبة للقراءة وتعتبر نجيب محفوظ مثلها الأعلى".
وتابعت:" عندما علم أبيها بتفوق ابنته، فقد حالت الأيام أن تترك والدها يفرح وسطنا، وأن يحتضن ابنته كبقية الآباء، لكن فرحته بخبر تفوق ابنته، هونت عليه الغربة".