رغم كونهما من القوى الكروية الكبيرة في القارة الإفريقية، لم يكن المنتخبان الجزائري والنيجيري ضمن أبرز المرشحين للمنافسة على لقب النسخة الحالية من بطولة كأس الأمم الإفريقية "كان 2019" والمقامة حاليًا في مصر.
ولكن الفريقين يحظيان الآن بترشيحات هائلة للفوز باللقب بل إن الفائز منهما غدا في الدور قبل النهائي للبطولة، على استاد القاهرة الدولي قد يكون المرشح الأبرز على الإطلاق للصعود إلى منصة التتويج باللقب، بغض النظر عن المنافس الذي يلتقيه في المباراة النهائية للبطولة.
وخاض كل من الفريقين البطولة الحالية، بعدما عانى من مشاكل عدة ومن تراجع في المستوى على مدار السنوات الماضية بعد فترة من الوصول إلى مستويات رائعة من الأداء.
ومنذ صعوده لدور الستة عشر في بطولة كأس العالم 2014 بالبرازيل، والعروض القوية التي قدمها في البطولة وخاصة أمام نظيره الألماني في دور الستة عشر، بدأ منحنى أداء المنتخب الجزائري في التراجع ليودع الفريق كأس الأمم الإفريقية من دور الثمانية في نسخة 2015 ومن دور المجموعات في نسخة 2017 علما بأنه لم يحقق أي فوز في مبارياته الثلاث بالمجموعة في الدور الأول للبطولة.
ولكن الفريق قدم في البطولة الحالية ما جعله أكثر المرشحين للفوز باللقب حيث أحرز العلامة الكاملة في الدور الأول بالفوز في المباريات الثلاثة بمجموعتها، التى ضمت منتخبات كينيا والسنغال وتنزانيا علما بأنه اعتمد على عناصر معظمها من البدلاء خلال المباراة الثالثة بالمجموعة أمام تنزانيا وحقق الفوز 3 / 0.
وفي دور الستة عشر، لم يجد المنتخب الجزائري أي صعوبة في الفوز على نظيره الغيني 3 / 0، ثم قدم الفريق عرضا في غاية القوة أمام المنتخب الإيفواري في دور الثمانية وتغلب عليه بركلات الترجيح بعد مباراة أعادت إلى الأذهان المستوى الرائع للخضر في المونديال البرازيلي.
وفي المقابل، خاض المنتخب النيجيري النسخة الحالية من البطولة، بعدما غاب عن النسختين الماضيتين في 2015 و2017 علما بأنه توج بلقب نسخة 2013 ليكون الثالث له في تاريخ البطولة.
ولم تكن بداية مسيرة الفريق في البطولة بنفس قوة منافسه الجزائري، حيث احتل نسور نيجيريا المركز الثاني في المجموعة الثانية بالفوز على بوروندي وغينيا بنتيجة واحدة هي 1 / 0، ثم الهزيمة المفاجئة أمام مدغشقر 0 / 2، فيما حقق الفريق انتصارين غاية في الصعوبة على الكاميرون 3 / 2 في دور الستة عشر، وعلى جنوب أفريقيا 2 / 1 في دور الثمانية.
وتشير إحصائيات الفريقين في البطولة حتى الآن إلى تفوق واضح للمنتخب الجزائري على نسور نيجيريا، حيث سجل لاعبو المنتخب الجزائري عشرة أهداف واهتزت شباكه بهدف واحد فقط هو هدف التعادل للمنتخب الإيفواري في دور الثمانية، فيما سجل لاعبو نيجيريا سبعة أهداف واهتزت شباك الفريق خمس مرات.
ورغم هذا، لا يمكن أن تكون هذه الإحصائيات مؤشرا على ما يمكن أن تشهده مباراة الغد سواء على مستوى الأداء والنتيجة، حيث أصبح هدف الفريق حاليا هو المنافسة على اللقب، وليس كما كان قبل بداية البطولة عندما كان الهدف الأساسي هو بلوغ الأدوار النهائية.
وتمثل مباراة الغد عنق الزجاجة الحقيقي لكل من الفريقين في هذه البطولة، لأن الفوز فيها يضع صاحبه على بعد خطوة واحدة من التتويج باللقب.
ولكن جمال بلماضي المدير الفني الوطني للمنتخب الجزائري، والذي أعاد صياغة شكل الفريق بعد توليه المسؤولية في أواخر 2018، يحتاج إلى التغلب على أكثر من مشكلة قبل مواجهة المنتخب النيجيري غدا.
وتأتي في مقدمة هذه المشاكل حالة الإجهاد التي يعاني منها لاعبو الفريق في ظل العرض القوي الذي قدمه الخضر في مواجهة أفيال كوت ديفوار على مدار 120 دقيقة هي زمن الوقتين الأصلي والإضافي قبل الاحتكام لركلات الترجيح.
كما يحتاج بلماضي إلى التغلب على الغياب المحتمل لاثنين من أبرز لاعبي الفريق وهما سفيان فيغولي ويوسف عطال.
كذلك، يحتاج المنتخب الجزائري إلى التغلب على تفوق النسور في سجل المواجهات الرسمية المباشرة بين الفريقين لاسيما وأن الفريق النيجيري حقق الفوز في سبع من آخر تسع مباريات خاضها أمام الخضر.
ولكن ما يطمئن المنتخب الجزائري أن أحدث هذه المواجهات كانت لصالحه حيث فاز على نظيره النيجيري 3 / 0، في 2017 ضمن تصفيات كأس العالم 2018.
والتقى المنتخبان ثماني مرات سابقة في البطولات الأفريقية حيث كان الفوز من نصيب كل منهما في ثلاث مباريات مقابل تعادلين.
وكانت أبرز هذه المواجهات في نهائي البطولة التي استضافتها الجزائر عام 1990 وأحرز خلالها المنتخب الجزائري لقبه الوحيد في البطولات الأفريقية علما بأنه حقق فوزا كاسحا 5 / 1 على نسور نيجيريا في دور المجموعات بنفس النسخة عام 1990.
كما التقى الفريقان في المربع الذهبي لنسخة 1988 وشهدت هذه المباراة أحد التعادلين بين الفريقين ولكن المنتخب النيجيري فاز 9 / 8 في ماراثون ركلات الترجيح.
وكانت آخر مواجهة بينهما في بطولات كأس الأمم الإفريقية عام 2010 بأنجولا، حيث فاز المنتخب النيجيري 1 / 0، في لقاء تحديد المركز الثالث.
وبخلاف فيغولي وعطال، يمتلك المنتخب الجزائري العديد من النجوم البارزين الذين يعتمد عليهم بلماضي وفي مقدمتهم رياض محرز نجم مانشستر سيتي الإنجليزي والهداف الخطير بغداد بونجاح والمهاجم العنيد إسلام سليماني، إضافة ليوسف بلايلي وحارس المرمى وهاب رايس مبولحي.
وفي المقابل، يمتلك نسور نيجيريا العديد من النجوم البارزين مثل المهاجم الخطير أوديون إيجالو واللاعب الموهوب أحمد موسى، إضافة لصاحب الخبرة العريضة جون أوبي ميكيل، الذي ينتظر أن يعود لتشكيلة الفريق الأساسية بعدما غاب عن المباراتين السابقتين بسبب الإصابة.