يعتبر من أبرز دعاة التجديد في الفقة الإسلامي، حيث نادى بالنهضة والإصلاح في العالم العربي والإسلامي، الإمام محمد عبده، الذى تحل اليوم 11 يوليو ذكرى رحيله في عام 1905م، نستعرض نبذة عن حياة الإمام في سطور قليلة.
نشأته وحياته المهنية
ولد محمد بن عبده بن حسن خير الله، عام 1849م، و نشأ فى قرية محلة نصر، إحدى القرى التابعة لمديرية البحيرة بالريف المصرى قي ذلك الوقت، وكان والده صاحب مكانة ملحوظة في القرية.
بعد إتمامه للقرآن الكريم قي كُتاب القرية، حيث انتشر الكتاتيب في هذه الفترة بالقرى، ثم أرسله والده إلى طنطا لاستكمال تعليمه بالمجمع الإحمدي، فعجز عن استيعاب العلوم والمعارف نظرا لأسلوب التدريس القديم، ولكن أبيه أصر على تعليمه مما أدى به إلى هروبه إلى خاله الذى أثر كثيرا فى حياته، فزرع الزهد والتقوى فى قلب محمد عبده وحبب إليه دراسة الدين.
عمل الإمام الشيخ مدرساً للتاريخ في مدرسة دار العلوم، وعقب الثورة العرابية، وبالتحديد فى عام 1886م، عمل فى المدرسة السلطانية، وفي سنة 1889م عين قاضياً بمحكمة بنها، ثم انتقل إلى محكمة الزقازيق ثم محكمة عابدين ثم ارتقى إلى منصب مستشار فى محكمة الاستئناف عام 1891م، وفى 3 يونيو عام 1899م عين فى منصب المفتي، وفى 1890م عين عضواً فى مجلس شورى القوانين.
ولقب الامام محمد عبده بـ "زعيم الإصلاح الفكرى والدينى"، وكان ينتمى لتيار حركة الإصلاح والمحافظين، والذين يرون أن الإصلاح يكون من خلال نشر التعليم بين أفراد الشعب، والتدرج فى الحكم النيابى.
أشهر مؤلفات الأمام
له العديد من المؤلفات فى الإصلاح الديني تتمثل فى رسالة التوحيد، الإسلام والنصرانية مع العلم والمدنية، العروة الوثقى مع معلمه جمال الدين الأفغانى، بالإضافة إلى عدد من أعماله وهى تحديث الأزهر الشريف، وإصلاح المحاكم الشرعية، وتفسير القرآن الكريم بعيدا عن التقليد، وبما يوافق روح العصر، ولكنه لم يتم العمل فيه، حيث وافته المنية.
فتاوى الأمام التي أحدث جدلاً واسعاً
من أشهر الفتاوي التي فتحت النار على الإمام محمد عبده، فتوى "أن الحجاب والنقاب ليس من الدين في شيء"، إذ يؤكد في مؤلفاته، أن كل الكتابات التي كانت تلح على ضرورة الحجاب في عصره ركزت على خوف الفتنة، فهو أمر يتعلق بقلوب الخائفين من الرجال، وعلى من يخاف الفتنة منهم أن يغض بصره.
رفض تعدد الزوجات، أفتى الإمام أيضا بعدم تعدد الزوجات في حالة إذا كان الرجل غير قادر على تحقيق العدل، مؤكدا أنه من الصعوبات، يقول عبده في مسألة تعدد الزوجات ما نصّه: " قد أباحت الشريعة المحمدية للرجل الاقتران بأربع من النسوة، إن عَلِمَ من نفسه القدرة على العدل بينهن، وإلا فلا يجوز الاقتران بغير واحدة".
كما أحدثت فتوى "البرنيطة" جدل كبير، بعد أن أفتى بأن لبس البرنيطة ليس حراما، فقال الكثيرون في ذلك الوقت "إن الإمام محمد عبده يريدنا أن نتشبه بالكفار".
رحيل الأستاذ الشيخ
رحل الإمام محمد عبده عن عالمنا يوم 11 يوليو من عام 1905م، بالإسكندرية بعد معاناة من مرض السرطان، ودفن بالقاهرة.