منذ أن ظهرت علينا شاشات السينما، وهي تحتفل بمواسم خاصة، حيث أن بوسترات الأفلام لم تكن دائماً مضيئة، في كل أيام العام، ولكنها تضيئ في أيام محددة، مثل عيد الفطر المبارك، وعيد الأضحى، ولكن قبل أن يتم اكتشاف التليفزيون، كان شهر رمضان هو موسم إضاءة السينمات.
وتواصلت جريدة "بلدنا اليوم"، مع أشهر نقاد الفن في مصر، للكشف عن عالم السينما، والأفلام التائهة في السينما، ولماذا يتقدم المنتجون بعدد من الأفلام خارج موسم المنافسة السينمائي مثل فيلم "قهوة بورصة مصر" الذي طرح في دور العرض الأسبوع الماضي، وقرر منتج العمل عدم طرح الفيلم في موسم عيد الفطر الماضي.
وأكد الناقد الفني طارق الشناوي، في تصريح خاص لجريدة "بلدنا اليوم"، : "منذ ظهور السينما وهي لها مواسم خاصة، تتنافس من خلالها الأفلام في نفس التوقيت، فقبل ظهور التلفزيون في سنة "60" كان موسم منافسة الأفلام في دور العرض، خلال شهر رمضان الكريم، ففي الماضي كان المنتجون يتنافسون بالعرض خلال الشهر الكريم، لأن الجمهور كان يشاهد فيلم قبل الفطار وفيلم قبل السحور".
وأضاف الشناوي، أنه في سنة "97" عندما عرض فيلم "اسماعيلية رايح جاي" عرض في يوم 25 أغسطس بالتحديد، وهذا لم يكن موسم عرض السينما، ووصل لأربعة دور عرض، وعرض بعدها في 25 دار عرض سينمائية، وهذا كان عدد عروض كبير جداً، ولهذا السبب تم استحداث موسم جديد للسينما وهو موسم الصيف.
وتابع الشناوي تصريحاته قائلاً، : "مواسم السينما دائماً، تعتمد على القوة الشرائية، حيث أنه في عيد الفطر تمتلك جميع طوائف الشعب المصري الأموال، فتذهب إلى السينما لكي تشاهد الأفلام، وتحقق الأفلام حاجزا كبيرا من الإيرادات".
وأشار الشناوي، إلى أن الأفلام التي تطرح بدور العرض خارج موسم السينما، مثل فيلم "قهوة بورصة مصر" دائماً لا تحقق إيرادات، والمنتج لا يراهن عليها بشكل كبير، وتكون تلك الأفلام انقاذ موقف، ويكون الغرض منها ملء الشاشات الفارغة.
واستمر الشناوي في تصريحاته قائلاً: المنتج دائماً يكون لديه حسابات أخرى لطرح فيلمه في مثل ذلك التوقيت، ولكي يصدر فيلمه للخارج، أو يقوم بعرضه على طريقة الفيديو عبر شاشات القنوات، هناك قانون يحكمه، يجب على المنتج عرض الفيلم أولاً في السينمات، ويكون الغرض الأول هو تحصيل المال".
واختتم الشناوي تصريحاته قائلاً، : "التنافس في موسم عيد الفطر الماضي كان قوي للغاية، وكان الفيلم الذي يحصل على نصيب الأسد هو فيلم "الممر"، و"سبع البرومبة" استطاع أن يصمد أمام تلك الأفلام، وأول من سقط في تلك الأفلام "محمد حسين"، وأنا أرى أن المنتجين بالعدوة يتجهون إلى أفلام مثل "الممر"، بعد نجاح الفيلم وتحقيقه إيرادات ضخمة".
وعلى نفس النهج أكدت الناقدة ماجدة خير الله في تصريح خاص لجريدة "بلدنا اليوم"، أنه منذ أن ظهرت السينما وهي تتمتع بمواسم، يتنافس من خلالها نجوم الشباك على أعلى الإيرادات، وأن الأفلام التي تطرح خارج مواسم المنافسة، أو الماراثون السينمائي في أفلام ضعيفة، ويعلم المنتج دائماً أنها لا تحقق ايرادات، ولا تستطيع على المنافسة، وأشبهها دائماً "الطفل التائه الذي يبحث على من ينجده".
وأضافت ماجدة خير الله، أن المنتج دائماً عندما يطرح مثل تلك الأعمال فهو يعتمد على الأرباح التي سوف يحصلها من خلال شاشات التليفزيون، فدائماً تطرح تلك الأفلام بدون نجوم شباك، لذلك لا تحصل إيرادات كبيرة، وهذا الأفلام دائماً توجد بالسينمات، حتى توجد أفلام في دور العرض السينمائية طوال العام.