تفوق على المهندسين الألمان، ليفرض نفسه بقوة على الساحة العالمية كواحد من أعظم مهندسي الأنفاق في العالم، وهذا ماجعل الغرب يلقبه ب" أمحوتب" العصر الحالي، في إشارة إلي أول وأشهر مهندس في مصر الفرعونية القديمة، وذلك بسبب تصميم حلقات كبيرة من الأنفاق العالمية في ألمانيا، لتمنحه الحكومة الألمانية وسام الاستحقاق من الطراز الأول، ويسطر اسمه بأحرف من نور بين أبناء مصر الذين استطاعوا تغيير وجهه العالم نحو العقول المصرية، إنه المهندس المصري هاني عازر مستشار رئيس الجمهورية للشئون الهندسية، وخبير الأنفاق العالمي، والرئيس الشرفي لمؤسسة "مصر تستطيع".
تعود بداية فخر الهندسة المصرية، وصاحب الموهبة الفطرية في العديد من المشروعات الضحمة، إلي مدينة طنطا، حيث ولد هانى حلمى عازر سنة 1948، وحصل على 87.5% في الثانوية العامة، وتخرج من كلية الهندسة جامعة عين شمس عام 1973، وبعد تخرجه حمل أحلامه وآماله للسفر إلى ألمانيا، ليبحث عن فرص النجاح ويدرس الهندسة المدنية فى بوخوم، وحتى يستطيع أن ينفق على نفسه خلال فترة تعليمه،عمل بائعاً للجرائد وجرسوناً في ألمانيا.
تدرج "عازر" في المناصب العلمية، حيث شارك في تشييد نفق مترو "دورتموند" عام 1979، ونظرًا لتفوقة أخذته شركة "بولنسكى"، وتمثلت مهمته في حفر نفق يمر فيه مترو دورتموند، وكانت مهمة صعبة لأن الأرض هناك عبارة أرض مناجم فحم، أى تكثر بها الانهيارات لكونها تربة غير مستقرة، لكنه توصل إلى حلها من خلال إنشاء نفق من حديد بنفس فكرة عمل آلة الأكورديون الموسيقية، وهو مصمم بشكل يعتمد على المرونة التي تراعى اهتزاز الأرض خلال مرور القطارات بها، وكانت أول مرة تستخدم فيها تلك التقنية في ألمانيا التي لفتت الأنظار، ليترأس بعدها في عام 1994 فريق بناء نفق "تيرجارتن" أسفل برلين، ثم أصبح كبيرا للمهندسين في مشروع ضخم، وهو محطة "ليرتر بانهوف" في برلين، والتي تعتبر أكبر محطة قطارات في أوروبا.
كما شارك في عشرات المشروعات بألمانيا، ونتيجة إنجازاته فقد تم اختياره عام 2006، من ضمن أشهر 50 شخصية في ألمانيا، بعد تشييد سكك حديد برلين، والتي حصلت وقتها على جائزة "محطة العام"، كما قامت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بتكريمه يوم 26 مايو 2006 في افتتاح محطة برلين للقطارات لمجهوده وخدمة الدولة الألمانية بوسام الجمهورية الألمانية، حيث نجح في ما فشل فيه المهندسون الألمانيون، فالبرغم من ضيق الوقت، فقد تم افتتاح محطة برلين للقطارات قبل إقامة بطولة كأس العالم لكرة القدم في ألمانيا بإسبوعين، حيث اعتمد على حكمته وذكاءه في التغلُّب على المشكلات التي واجهته فقد حوَّل مجرى نهر"سبراي" الذي يمر في قلب برلين 70 متراً، وحفر الأنفاق تحته ثم أعاد النهر لمجراه الأول دون أن تتأثر حركة النهر، ثم قام ببناء برج إدارى في المحطة بطول 70 متراً بشكل رأسى ثم قلبه أفقيًا ليمر بالعرض فوق خط القطارات الرابط بين شرق وغرب ألمانيا.
وفي أكتوبر عام 2006، قام الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك بتكريمه في مصر، وأُختيرعضوا بمجلس علماء مصر، كما جعلت منه مصر رئيسًا شرفيًا لمؤسسة "مصر تستطيع"، التى تختص بالتواصل مع العلماء المصريين بالخارج، كما كلفه الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بمتابعة ما يجري على أرض مصر من مشروعات وعلى رأسها المشروع القومي للطرق.