شهدت مدينة السلام "شرم الشيخ"، لليوم الثاني على التوالي، انطلاق فعاليات المنتدى الأفريقى الأول لمكافحة الفساد، تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، بمشاركة 51 دولة أفريقية و4 عربية.
وشارك 4 دول عربية كـ "ضيوف شرف" وهي "المملكة العربية السعودية، الإمارات العربية المتحدة، الكويت، الأردن"، في المبادرة التي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال رئاسته وفد مصر في مؤتمر قمة رؤساء الدول والحكومات للاتحاد الأفريقي في شهر فبراير الماضي.
ويأتي المنتدى، بمبادرة مصرية، تعكس استعداد القاهرة للتعاون ونقل الخبرات والتجارب والممارسات الناجحة إلى أشقائها الأفارقة، في مجال مكافحة الفساد، والذي حققت مصر فيه إنجازات كبيرة خلال السنوات الماضية.
إضعاف سيادة القانون
وفي البداية، قال ريموند مبولو وزير الداخلية بدولة الكونجو: "الفساد في الدول الأفريقية يؤدي إلى استهلاك مواردنا وحدوث خلل كلي في اقتصادنا ويتسبب في اختلاس الأموال التي نحتاجها في العديد من القطاعات مثل الصحة والتعليم كما أن الفساد يضر بتمتع الدول بالجاذبية ويتسبب في إضعاف سيادة القانون والإضرار بسمعة الدول".
وأضاف أن الفساد يضعف من الإدارة العامة ويضر بتطبيق مبادئ الحكم الرشيد، مثل المسئولية ووضوح الرؤية والمشاركة والمساءلة ويؤدي إلى تنفيذ خاطئ للسياسات العامة، ويضر بالمصلحة العامة.
نجاحه مرهون بوجود إرادة سياسية
ومن جانبه، أكد وايو اسوهانا رئيس الهيئة العليا لمكافحة الفساد في توجو، أن مكافحة الفساد في الأساس أمر مرهون بوجود إرادة سياسية راغبة بشكل حقيقي في القضاء عليه وهو ما يتوافر حاليا في دول أفريقيا، مضيفا أن أفريقيا تعد من أكثر القارات ثراء وفقرا لأنها قارة غنية بالموارد والثروات الطبيعية والعديد من الموارد المائية تلك الموارد التي تؤهلها لتكون من أغنى قارات العالم، بشرط أن يتم إدارة تلك الموارد بشكل جيد.
وأوضح أن أفريقيا تعد أفقر قارات العالم لأنها لا تستطع إدارة مواردها بشكل جيد، مشيرا إلى أن الفساد يعد من أهم أسباب ما تعاني منه أفريقيا من تراجع اقتصادي، ولفت إلى أن أفريقيا تفقد نسبة كبيرة من متوسط إجمالي الناتج المحلي بها بسبب تدفق الأموال غير الشرعية عبر سبل الفساد المختلفة.
الفساد يقلل من الإنتاج المحلي
كما أكد فرانسيس بان كيفالا، رئيس مفوضية مكافحة الفساد في سيراليون، أن زيادة نسبة الفساد تقلل من إجمالي الناتج المحلي في دول القارة الأفريقية، مشيرًا إلى خطورة تبعات الفساد الاقتصادي والاجتماعي.
وأضاف، أن بلاده استردت ملايين الدولارات عقب استردادها العديد من الأصول المنهوبة، مما انعكس على ارتفاع الدخل المحلي، مؤكدا أهمية عدم التسامح مع الفساد، لأن ذلك يحدث تكلفة كبيرة تدفعها الدولة والأفراد ويؤثر سلبا على خطط التنمية المحلية في البلاد، وقال إن معظم دول أفريقيا فقدت مئات الملايين نتيجة عدم ضبط الفساد ومحاصرته.