قال البابا تواضروس بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، إن وظيفة العقل الأولى هي التعرف على الله وكافة الكائنات التي خلقها، وكذلك العقل هو وعاء للمعرفة والإنسان صنع الحضارة والعلوم على مدى التاريخ الإنساني، وهذه المعارف تحولت إلى تخصصات وعلوم مختلفة، كما أن العقل يساعد الإنسان على الوصول إلى الخيارات والقرارات المناسبة فى كافة أمور الحياة.
وأضاف تواضروس، خلال خلال عظته الأسبوعية، اليوم الأربعاء، من دير الأنبا بيشوى بوادى النطرون، والتي خصصها للحديث عن تجديد العقل، أن تجديد العقل يؤثر إيجابيًا على الكنيسة والخدمة فيها وكذلك المجتمع.
وتابع بأن الله خلق الإنسان بصفات ثلاثة، فخلقه الله عاقلا، وعاملا، وعابدًا على أن يكون المخدع الخاص هو قلب الإنسان.
وأوضح أن أولى العلامات الخاصة بالعقل السليم أن يكون الله هو الذى يقوده، وأن العقل الصحيح أيضا يتمتع بالتوزان، إلى جانب وجود مرجعية للعقل لأشخاص مشهود لهم بالحكمة أو من خلال كتب موثوق فيها.
وأشار قداسة البابا تواضروس الثانى إلى ضرورة أن يكون العقل متجدد بشكل مستمر، وهو ما يؤدى إلى حالة التجديد الروحى المطلوبة للإنسان، لافتا إلى أن تجديد الذهن شكل من أشكال التوبة.
ونوه قداسة البابا تواضروس الثانى إلى أن بعض العقول ليس لها رجاء فى شئ وممتلئة باليأس، وهى من أخطر أنواع العقول، وأن هناك عقول لا تنظر حولها ولا تشهد اى تطوير وفى نفس الوقت يرفض كل جديد، وهناك عقل روتينى أيضا لا يفكر خارج الإطار المرسوم له وهذا العقل لا يعرف التجديد والابتكار، وأنه يجب الجمع بين "الأصالة والمعاصرة" وهذه العملية تحتاج إلى إرشاد من الروح القدس.
وتابع قائلا إن هناك نوع العقول يشبع بالفضول، وأن هناك شخصيات منقادة او مسلوب لفكر شخص واحد فقط والعقل المنقاد لا يستطيع التفكير بمفرده، وهذه خطورة الانسان الذى يقرأ لكاتب واحد ولا يصح أن يكون الإنسان أسير لعقل واحد، وكذلك توجد عقول مشوشة ويكون الإنسان مشتت وتائه، إلى جانب وجود عقول يقودها الانفعال.
واقترح البابا تواضروس أن يقرأ الإنسان بشكل مستمر وأن يبدأ بالكتاب المقدس وهو أحد وسائل تجديد العقل، كذلك تجديد العقل يأتى من خلال الجلوس إلى الكبار للاستفادة من خبرات الماضى وأخذ المشورة منهم، مؤكدًا أن تجديد العقل والفكر يجدد الخدمة والمجتمع.
فيما لفت البابا إلى أن الكنيسة تحتفل الأحد المقبل بعيد حلول الروح القدس، على أن يبدأ صوم الرسل يوم الاثنين المقبل، مشيرا إلى أن الكنيسة احتفلت برسامة عدد من الأساقفة، على أن يجلس أسقف جنوب إفريقيا على إيبارشيته فى الـ28 من يونيو الجارى.
حضر العظة مجموعة كبيرة من أساقفة المجمع المقدس بعد أن توقفت قبل عيد القيامة واستمرت طوال الفترة الماضية بسبب رحلة البابا الرعوية إلى أوروبا واحتفالات الخماسين المقدسة.