بعد 13 عاما رائعة وناجحة تحت قيادة المدرب الكبير أوسكار تاباريز، يخوض منتخب أوروجواي لكرة القدم فعاليات النسخة السادسة والأربعين من بطولة كأس أمم أمريكا الجنوبية "كوبا أمريكا"، بهدف تعزيز مكانته المتميزة على خريطة كرة القدم العالمية.
ويحلم منتخب أوروجواي "السيليستي" أو "السماوي" باستعادة اللقب القاري من خلال هذه النسخة التي تستضيفها البرازيل من 14 يونيو وحتي 7 يوليو المقبلين، ليعزز الفريق الرقم القياسي في عدد مرات الفوز بلقب كوبا أمريكا، والذي يستحوذ عليه حاليا برصيد 15 لقبا مقابل 14 لقبا للأرجنتين و8 ألقاب للسامبا البرازيلية.
ولكن اللقب القاري لن يكون الهدف الوحيد لمنتخب أوروجواي حيث يضع الفريق عينه بقيادة تاباريز على تتويج المسيرة الناجحة لهذا الجيل المتميز مع هذا المدرب القدير بلقب آخر في البطولة القارية، بعدما فشل الفريق في محاولته لتتويج هذه المسيرة بلقب عالمي.
وفشل منتخب أوروجواي في اجتياز فعاليات دور الثمانية ببطولة كأس العالم 2018 في روسيا، والتي كان يمني نفسه بلقبها ليكون أفضل هدية لهذا المدرب صانع الجيل الحالي.
وكانت أبرز إنجازات تاباريز مع الفريق، هي الفوز بالمركز الرابع في بطولة كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا، والفوز بلقب كوبا أمريكا 2011، بخلاف الفوز بالمركز الرابع في كأس القارات 2013 بالبرازيل.
وعلى مدار هذه السنوات التي قضاها تاباريز مع الفريق، توافد على صفوف منتخب أوروجواي عشرات اللاعبين، حيث نجح تاباريز في تقديم تعاقب ناجح وطبيعي للأجيال في صفوف الفريق، وكانت استعانته باللاعبين الشبان في الوقت المناسب مع تقديره لاعتزال النجوم المخضرمين، مثل دييجو فورلان وقلب الدفاع دييجو لوجانو.
والآن، سيكون منتخب أوروجواي بحاجة شديدة إلى ظهور لويس سواريز مهاجم برشلونة الإسباني، والمتألق إدينسون كافاني نجم باريس سان جيرمان الفرنسي، بأفضل مستوياتهما من أجل تتويج جديد لهذا الجيل الذهبي، الذي شارفت معظم عناصره الأساسية على الاعتزال.
ولكن سواريز يحتاج إلى السيطرة مجددا على أعصابه مع الفريق، مثلما نجح في ذلك على مدار المواسم الماضية مع فريقه برشلونة الإسباني.
كما يحتاج كافاني إلى الظهور بنفس المستوى المتميز الذي بدا عليه دائما مع سان جيرمان، ليشكل الاثنان الثنائي الهجومي الذي يمكنه كسر دفاع أي منافس.
وأكد منتخب أوروجواي في الماضي أنه لا يعتمد على سواريز بمفرده حيث يضم الفريق لاعبين بارزين في كل الصفوف مثل المهاجم كافاني والمدافع دييجو جودين قائد الفريق، واللاعب الشاب خوسيه خيمينيز الذي زامل جودين في دفاع أتلتيكو مدريد الإسباني، لسنوات قبل أن ينهي جودين علاقته بالنادي الإسباني مع نهاية الموسم المنقضي.
ولكن الصعوبة التي سيواجهها منتخب أوروجواي في النسخة المرتقبة من كوبا أمريكا ووقوعه في مجموعة نارية مع منتخبات تشيلي حامل اللقب والإكوادور واليابان تجعل الفريق بحاجة إلى جهود جميع لاعبيه وفي مقدمتهم سواريز، الذي يمثل مع كافاني الدينامو الحقيقي للفريق بأكمله.
وقبل ثماني سنوات، أكد تاباريز أنه من الصعب التوقع إلى أي مدى يمكن للفريق أن يصل في بطولة صعبة مثل كوبا أمريكا، وأشار إلى أن الفريق يضع آمالا عريضة على النضج الجماعي للفريق وخبرة لاعبيه المخضرمين.
وتوج الفريق وقتها بلقب البطولة في نسختها الثالثة والأربعين، التي أقيمت بالأرجنتين عام 2011 .
والآن، يمتلك الفريق مزيدا من الخبرة التي تمتزج بالعناصر الشابة، التي شقت طريقها إلى صفوف الفريق في السنوات الأخيرة، مما يجعله أكثر قدرة على المنافسة في كوبا أمريكا بنسختها الجديدة التي تستضيفها البرازيل هذا الشهر.
ويدرك الفريق تماما كيف تبدو نظرة الجميع إليه حاليا والتوقعات الملقاة على عاتق الفريق بعد الخروج من دور الثمانية بمونديال 2018.
ويأمل تاباريز في استغلال خبرة الفريق واللاعبين لتحقيق إنجاز جديد في كوبا أمريكا، لكنه يحتاج في المقام الأول إلى التغلب على وقوع فريقه في هذه المجموعة النارية.
ويستهل الفريق مبارياته في المجموعة بلقاء المنتخب الإكوادوري العنيد، ثم يصطدم بالمنتخب الياباني الشاب قبل الصدام في الجولة الأخيرة مع منتخب تشيلي.
وما زال منتخب أوروجواي من أفضل الفرق من الناحية الدفاعية، في ظل وجود القائد دييجو جودين وزميليه خوسيه خيمينيز ومارتن كاسيريس نجم يوفنتوس الإيطالي.
ويمتلك منتخب أوروجواي خبرة خططية كبيرة وإمكانيات بدنية رائعة كما يجيد الأداء الجماعي، ويتمتع لاعبوه بمعرفة احترافية هائلة لتكون كل هذه المميزات من العوامل التي تساعد الفريق على التحدي الكبير الذي ينتظره في كوبا أمريكا.
ونال منتخب أوروجواي النصيب الأكبر من شهرته العالمية خلال النصف الأول من القرن العشرين بعدما توج بلقب كأس العالم 1930 و1950 إضافة إلى ألقابه الأولمبية وثمانية ألقاب في كأس كوبا أمريكا أحرزها بين عامي 1916 و1942 .
وتراجع مستوى منتخب أوروجواي على الساحة العالمية في النصف الثاني من القرن الماضي، واقتصرت إنجازاته على الألقاب الستة الأخرى التي توج بها في كوبا أمريكا، والتي كان آخرها في عام 1995 قبل أن يستعيد بريقه بلقب سابع من نسخة 2011 ليرفع رصيده في تاريخ البطولة إلى 15 لقبا.
وجعل نجاح الفريق عبر سنوات طويلة تحت قياد تاباريز من الفريق الحالي جيلا ذهبيا جديدا لكرة القدم في أوروجواي وضاعف من الآمال الملقاة على اللاعبين من قبل أنصارهم في هذا البلد الذي تبلغ مساحته 180 ألف كيلومتر مربع ويبلغ تعداده 3.5 مليون نسمة والذي تحده البرازيل شمالا والأرجنتين جنوبا.