في مثل هذا اليوم، يتذكر الشعب المصري وخاصة المؤيدون للرئيس الراحل جمال عبد الناصر، القرار الذي خرج به عليهم خلال شاشات التليفزيون؛ ليعلن أنه يريد التنحي عن منصبه، إثر الهزيمة العسكرية الفادحة التي حلت على مصر، في يوم 5 يونيو عام، والتي عرفت بنكسة 67.
واعتبر الرئيس عبد الناصر، أن احتلال إسرائيل لسيناء ولقطاع غزة والضفة الغربية، بعد الصراع الذي وقع بينها وبين ومصر وسوريا والأردن، وراح على إثرها مايقرب من 25 ألف قتيل ووقوع العديد من الجرحى والمصابين، أنه هو المتسبب في ذلك والمسؤول عنه وأنه لا يحق له أن يصبح رئيسًا لمصر ولو لثانية واحدة بعد ذلك.
وألقى الرئيس جمال عبد الناصر، في هذا اليوم كلمة للشعب المصري، حيث خرج عليهم من خلال شاشات التليفزيون، بعباراته المعتادة التي تثير الشجن والود والمحبة فيما بينهم، والتي لا تفرق بين كونه رئيس وأنهم رعاياه، بل استخدم في خطابه الموجه لهم كلمات المصارحة والوطنية، قائلا: "أيها الإخوة، لقد تعودنا معًا في أوقات النصروفى أوقات المحنة، في الساعات الحلوة وفى الساعات المرة، أن نجلس معًا، وأن نتحدث بقلوب مفتوحة، وأن نتصارح بالحقائق، مؤمنين بأنه من هذا الطريق وحده نستطيع دائمًا أن نجد اتجاهنا السليم، مهما كانت الظروف عصيبة، ولا نستطيع أن نخفى على أنفسنا أننا واجهنا نكسة خطيرة، لكنى واثق بأننا جميعًا نستطيع أن نجتاز موقفنا الصعب، أمامنا الآن عدة مهام عاجلة، وأن نزيل آثار هذا العدوان علينا، وأن نقف مع الأمة العربية موقف الصلابة والصمود".
و بعد خطابه هذا، خرج الشعب رافضًا لقرار الرئيس جمال عبد الناصر، واصفين هذا القرار بأنه استعجال من الرئيس، وطالبوه بالاستمرار في منصبه، وبالفعل رضخ الرئيس في منصبه، وعدل عن الاستقالة بعد مظاهرات حاشدة تدفقت في جميع أنحاء مصر وجميع أنحاء الوطن العربي رفضًا لاستقالته، وهتفوا: "نحن جنودك، يا جمال!".
وأصدر بعدها الرئيس عدة قرارات منها تغيير القيادات العسكرية، وقام بتعيين كلا من الفريق أول محمد فوزي، قائدًا للقوات المسلحة، بديلًا عن عامر، والفريق عبد المنعم رياض رئيسًا للأركان.
الرئيس جمال عبد الناصر، هو ثاني رؤوساء مصر، تولى رئاسة مصر لمدة 14عامًا، اعتبره المصريون الذين أيدوه بأنه رمزًا للحرية والكرامة، بينما اعتبره المعارضون بأنه رجل مستبد، وبالرغم من ذلك إلا أن المؤرخين يؤكدون أنه يعد من أهم الشخصيات السياسية البارزة في التاريخ والشرق الأوسط، وحاز على رضا المصريين.