في خطوة غیر مسبوقة ومهمة في جهود مكافحة الإرهاب، وفي ظل العقوبات الاقتصادية التي تفرضها الولايات المتحدة علي إيران، أعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، تصنيف الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية أجنبية، لتكون هذه المرة الأولى التي تصنف فيها واشنطن رسميًا قوة عسكرية في بلد آخر جماعة إرهابية.
ليأتي بعد ذلك تصريحات قوية من دول كثيرة يتبين من خلالها من يدافع ويكافح عن التطرف والإرهاب ومن يقف بجانبه ويسانده، حيث كان لتركيا وقطر النصيب الأكبر في ذلك حيث دافعت تركيا عن "الحرس الثوري" الإيراني، وقال وزير الخارجية التركي، إن مثل هذه القرارات من شأنها أن تؤدي إلى عدم الاستقرار في منطقتنا، أما نظيره القطري فَيَصل به الأمر إلى اعتبار القرار لا يعالج المشكلات ويعد قرارًا أحاديًا ، وأن إيران لها وضعها الإقليمي والجغرافي، ويتطلب أن ننظر إليها باعتبارها مختلفة.
التحالف التركي الإيراني
في السياق نفسه، قال الدكتور هشام البقلي، الباحث السياسي ومدير وحدة الدراسات السياسية بمركز "سلمان - زايد" إن الدفاع التركي عن الحرس الثوري الإيراني نابع عن مجموعة أسباب مختلفة، فاذا تراجعنا للخلف قليلًا سنجد أن هناك مصالح وعلاقات تربط بين الجانبين التركي والإيراني على الأراضي السورية بالتحديد، وأيضًا علينا النظر أن تركيا من الدول المعفية من العقوبات الموقعة على طهران فأي إجراء يتخذ ضد طهران سوف يؤثر على الجانب التركي، ومن الطبيعي وفقًا للمصالح الشخصية أن تقف تركيا بجانب إيران في ذلك الأمر.
التحالف القطري الإيراني
وأشار "الباحث السياسي" أن التحالف القطري التركي الإيراني لا يسمح بمساحة واسعة من رفض أفعال أي دولة من الدول الثلاث أو انتقادها العلني إطلاقاً وإن إيران لن تقبل لحليفيها أن يتخليا عنها في مثل هذه الظروف وبالتالي لديها أيضًا ما تتخذه ضد مصالحهما، وأن قطر وتركيا ترفعان السقف تدريجيًا للاصطفاف ضد مصالح الولايات المتحدة، على اعتبار أن المواجهة الحالية ضد إيران من فعل إدارة الرئيس ترامب، وبالتالي المراهنة على إمكانية مواجهة العاصفة حتى مرورها بعد مغادرة ترامب البيت الأبيض خلال عامين أو أقل أيضًا، وهي مراهنة تشبه إلى حد كبير من يرمي بمدخراته في كازينوهات "لاس فيغاس" ثم ينتظر الربح العظيم.
الموقف الأمريكي
أكد هشام البقلي على أن الولايات المتحدة لم تعطي أي اهتمام للجانب التركي، لأن الرفض التركي لن يجدي شيئًا ولن يؤثر على الولايات المتحدة في شيء، ولكن في النهاية لن يعمل من أجل مصالحه الشخصية.
وأضاف "البقلي" أن القرار الأمريكي بإدراج الحرس الثوري حبر على ورق ولن يؤدي إلى فوضى، وما هي إلا تصريحات تخرج من هنا وهناك لإظهار الجانب الأمريكي بجانب الدول التي تقف ضد إيران، أو استمرار لقرار ترامب لتعديل سلوك إيران.