تختلف مظاهر الاحتفال بعيد الفطر المبارك من دولة لأخرى، ومن عهد لآخر، إلا أن هناك درجة قرب بين مظاهر الاحتفال، ما عدا الدولة الفاطمية التي تميزت عن غيرها، حيث اتبعت الدولة نظام الاحتفال بإدخال الفرحة والسرور على عامة الشعب، وخاصة الفقراء، وكان شغلها الشاغل هو تسهيل كل الأمور على غير القادرين على شراء ملابس العيد لأولادهم، وغيرها من العادات التي كانت تتبع، نرصدها خلال السطور التالية:
في الدولة الفاطمية، كانت الدولة توزع الملابس الجديدة على جميع سكان الدولة، سواء أكانوا ميسورين الحال أم لا، وكانت تتحمل الدولة تلك التكاليف من الخزانة المخصصة لها، وكانت تصل تكلفتها لما يقرب من 20 ألف دينار.
وكانت نوعية القماش التي تستحدم في تصنيع الملابس ذو خامة جيدة، وكانت في ذلك الوقت تحيك في مصانع الدولة، ليتم توزيعها آخر يوم في شهر رمضان، فضلا عن توزيع كميات كبيرة من الحلوى والبسكويت.
وتبدأ الدولة في النصف الثاني من شهر رمضان، بتصنيع مخبوزات العيد، والإعداد لها، وكانت تخصص لها ميزانية تصل لما يقرب من 16 ألف دينار.
وفي اليوم الأخير من شهر رمضان، كان الخلفاء في ذلك الوقت يجتمعون الليلة الأخيرة لسماع الأناشيد والابتهالات الدينية، وحضور المقرئين ذات الصوت الجميل، مع التكبير والتهليل ورفع الأصوات بالأدعية.
بعد الانتهاء من الحفل، يقوم الخليفة بتوزيع الأموال والدنانير من الشرفة، مع أطباق الحلوى التي كانت تعدها الدولة.
أما في عصر الدولة العثمانية فكان الاحتفال بالعيد عقب أداء صلاة الفجر حتى يصعد أمراء الدولة والقضاة في موكب إلى القلعة ويتوجهون إلى جامع الناصر محمد بن قلاوون داخل القلعة لأداء صلاة العيد، ثم يصطفون لأداء التهنئة للباشا في اليوم التالي.
كان الباشا يحضر الاحتفال الرسمي بالعيد في الجوسق المعدلة بميدان الرملية (القلعة) حاليا والذي كان يفرش بأفخر الوسائد ويتقدم للتهنئة الأمراء وكبار البكوات والمماليك وكبار الضباط وتقدم القهوة والحلوى والشربات وتفوح روائح المسك والبخور، ثم يخلع الباشا على أرباب المناصب والأمراء ويأمر بالإفراج عن بعض المساجين ويسهر الناس في ابتهاج وسرور وقد أعدوا الكعك والحلوى لتقديمها للأهل والزوار ويأخذ رب الأسرة زينة ويصطحب أولاده إلى المسجد لأداء صلاة العيد.