في عام 2004 حدثت أزمة أثارت حينها جدلًا في الرأي العام المصري، خاصة وإن كان صاحب هذا الجدل أديب وكاتب مصري كبير، وهو الراحل أسامة أنور عكاشة، الأديب في إحدى تصريحاته خرج مهاجما صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى رأسهم عمر بن العاص، ووصفه بألفاظ وصفات لا تليق بصحابي جليل، الأمر الذي فتح باب الهجوم على الراحل.
الجميع يدرك جيدًا مكانة أسامة أنور عكاشة، فهو صاحب التراث المصري من المسلسلات التي علقت في أذهان وقلوب المصريون جميعًا، تلك الأعمال التي دخلت منازل المصريين من أبوابها وبرغم مرور سنوات عدة عليها إلّا أنّها لاتزال بمثابة التاريخ الذي يحتفي به البسطاء، لكن لم يمنعه هذا القدر من المحبة لدى المصريين أن يغضبوا عليه بعد تصريحه وهجومه على عمر بن العاص.
الكاتب الذي رحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم عام 2010، ظل طوال الست سنوات قبل وفاته وبعد هجومه على الصحابة يهاجم من قبل الكثيرين، فبعض العلماء وصفوه بالشيعي خاصة وأنّ تصريحه قد فتح الباب أمام عدد كبير من الخوارج للهجوم أيضًا على صحابة رسول الله، ولم يقتصر الأمر على هذا الحد بل وصفه أيضًا بعض الشيوخ المصريين بالمرتد وجعلوا هذا التصريح سببًا في خروجه عن الإسلام.
الأمور تطورت كثيرًا ولا زال أسامة أنور عكاشة يزداد إصرارًا على رأيه، حتى أنّه خرج في الإعلام وتحدّث عنه وهاجم أيضّا عمر ابن العاص، مما اضطر بعض المحاميين برفض دعاوى قضائية ضده أبرز تلك الدعاوى دعوى تفرقة بينه وبين زوجته بسبب كونه مرتد وخرج عن الملة ولا يمكن زواج المرتد بمسلمه، كذلك خرج بعض علماء الأزهر مطالبين بعودتهم عن حديثه مهددينه بوقوع عقوبة عليه حال استمراره في هذا الحديث.
أسامة أنور عكاشة صاحب ليالي الحلمية والراية البيضا وزيزينيا والشهد والدموع رحل مريضًا بالسرطان في الثامن والعشرين من مايو عام 2010، وكما ترك إرثًا من أعماله ترك أيضًا أمورا جدلية مازالت تلاحقه حتى اليوم.